دائرة
محمد أبو عيد| مصر
تحت جسر الموج
صحراء ممتدة الخلاء
تنام في ظلمة فسيحة
مشردة على أرصفة الصيف
فوق الجسر
رسائل غامضة مكتوبة بحبر الغبار
على الجانب الآخر حديقة حنين
طيور بيضاء متمسكة بوريدي
أنا هنا لا أسمع لا أرى
عبور الجسر صعب جدا ؟
صديقي الحلم أقدامه مبتورة بوجع الرماد
أذكر أخر مرة رأيته
كان مغروسا في وحل الأرض
ولذلك مضطر دائما للدخول على أوراقي بغتة
أصنع مشجبا من خشب الشعر
لأعلق قصائدي على منشر الهواء
عند مجمع الوهمين
أقف فوق رائحة البحر
بلا أجنحة أطير إلى حماقاتي
أشاور لسراب الطيور
فأراني أحلق في نفس الدائرة
عند ذات النقطة تحديدا(رائحة البحر) ..!
ما زلت طفلا
والأيام مازالت شائخة
لم أرضع من ثدي الشجرة غير لغة الرمز
أتهته للشمس بإشارة
وأزحف لأرجوحة المشتهى على مجاز
كبر الجسر وصار تيها
وكبرت أنا وأصبحت طفلا مطيعا
بين رائحة الشمس ورائحة البحر حكاية دائرتي
أذهب ليلا ونهارا إلى حديقة الشعر
ألهو مع أطفال المدينة
هذا يكور قصيدته ويقذف الشمس
وذاك يصنع من خيالاته نورسه تغني للبحر
أما أنا أظل واقفا على حبل القهقهات
أتأرجح بين الرائحتين
حتى تناديني دائرة النداهة
أجمع حبق الدموع في الحقيقة
وأهاجر إليها بظل محروق بالفراغ
في خرابات الضباب والعقارب أتدحرج
علني أجد في قانون التعب ثغرة
أغنية ضوء أو نغمة شوق ملتاعة
تعلن جهرا براءة الشعر من تهمة اللهو
وزواج البحر من الشمس
فتخرج النوارس من قفص الدائرة
بأفراح الماء تحرق شبح الصحراء
تزف عرس الورقاء
فأعبر بأناي الجسر …
