فكر

حرية التعبير بين مطرقة السلطة وسندان المجتمع

سمير حماد

لعل عبارة (حرية التعبير) هي أكثر العبارات تداولا في الشارع العربي, وهي لا تحتاج إلى تعريف, إذ تعني بديهيا, حق الإنسان في التعبير عن رأيه ومشاعره, والدفاع عنهما, في القول والكتابة والرسم وبأية وسيلة يراها مناسبة .
وربما كانت عبارة فولتير هي الأشهر في هذا المجال, حيث قال: قد أختلف معك في الرأي, لكنني مستعد لأدفع حياتي , مقابل حقك في التعبير عن رأيك) ولعل العرب هم أكثر الشعوب استخداما لهذه العبارة, وأقل الناس قدرة على التعبير عن أفكارهم, وكأنهم يقلبون العبارة لتصبح (أنا مستعد لأهدر دمك إن اختلفت معي في الرأي).
المواطن العربي مع الآسف يعاني قمعا مزدوجا, قمع السلطة, التي يزعجها أي رأي لا يوافقها, ويصفق لها . وقمع المجتمع حيث كل مواطن يحمل ديكتاتورا صغيرا في داخله, لمواجهة الآخر والتصدي لرأيه, وقمعه, مما حوّل هذا المجتمع الى مستنقع يعجّ بالأمراض الفتّاكة, أبرزها القهر السياسي, والتعصب الأعمى والتطرف , والعنف بنوعيه , ظاهر للعيان .
هذا الحرمان من الحرية في التعبير جعلنا كالعميان متعصبين متخلفين , أخلاقيا وفكريا وعلمياً …والصراع الدائر في المجتمع الآن هو صراع من أجل حرية الفكر والتعبير والرأي …على الصعيدين الاجتماعي والسياسي .
حرية التعبير والراي هي البداية لكل تطور وتقدم ولا انطلاق لقدرات الانسان الخلاقة بدونها , ولا يمكن مواجهة التطرف والتعصب الأعمى وبناء المجتمع المدني إلا بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى