قصيدة المُطْلَق

ثناء حاج صالح | ألمانيا

كُلُّ الذي ما بَينَنا مُطلَقْ
في مُطلَقٍ مُستَرسِلٍ أزرَقْ
..
مَنذورةٌ للمَوجِ ضِفَّـتُـهُ
ورِمالُها من صَخرِها تُسحَقْ
..
لا سابحاً يَجتازُ لُـجَّتَـَهُ
لا طائراً في جَوِّهِ حَلَّقْ
..
يا سائِلي: “هَلْ شَفَّني وَلَـهٌ ؟”
-لا يَنبَغي لِلفَصْلِ أن يَعشَقْ
..
فَصْلٌ أنا مِيقاتُهُ سَنَةٌ
مَرَّتْ على غُصْنِ الرؤى أَوْرَقْ
..
هو وَافِدٌ في التَوّ مُرتَحِلٌ
مُترجِّلٌ عن حقلِهِ المُرهَقْ
..
فَمَسِيرُهُ في المُبتدا قَلِقٌ
ومَصيرُهُ في المُنتَهى أَقَلَقْ
..
وأنا التي انتُدِبَتْ زُهورُ دَمِي
لمَجالسِ البِلَّوْر والزَّنبَقْ
..
مَنْدُوبَةٌ عن كلِّ قافِيةٍ
مُبعوثةٌ لمَناجمِ الرّونَق
..
مَشغولةٌ بالصَّحْوِ أجمَعُهُ
من بُؤْبُؤِ في دمعِهِ رَقَرَقْ
..
أنا مَوْجَةٌ لِلشَّطِّ مُرسَلةٌ
ما مَوجَةٌ في بَحرِها تَغرَقْ
..
لم أَعتَلِقْ دَبَقَ الهوى شَرَكاً
هل نَحلةٌ في شَهْدِها تَعلَقْ؟!
..
وَقتي إذا اسْتَغرَقتُهُ دَلَهاً
في رَوعَةِ المَلكوتِ مُستغْرَقْ
..
هل أُلزِمُ الغَيْماتِ مَوضِعَها
لأرُدَّها لِقَرارِها الأسبَقْ؟
..
عِطرٌ يَضيقُ برَوضِهِ أفُقاً
أأُصُبَّهُ بِزُجاجةٍ أَضيَقْ؟
..
لن أحرِمَ الرَّيْحانَ ضَوعَتَهُ
كُلّ الذي ما بَينَنا مُطلَقْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى