أرسل مواساتي

سجى مشعل | فلسطين

 

أرسل تحياتي للمرء الّذي فتح عينيه على حبّ، وعطفِ، ودفء العائلة، إلى المرء الّذي احتضنته يدا والده وأمومةُ والدته الطّاغية على كلّ عاطفة، إلى الشّخص الّذي حينما بكى وجد مَن يمسح على وجهه، وأرسل تعازيّ الحرّى إليه ذاته حينما دُهش وذُهل بالموت واختطاف أحبّته، فكيف يستطيع أن يصدّق هَول الموت وصدمتَه وهو الّذي اعتاد على صَخب، وحرارة، ودفء الوالدين والإخوة، إنّ عاطفة البنوّة عند مَن يفقد أباه أشدّ قوّة وإلحاحًا على نفسه من أيّ قوّة كونيّة أخرى، فإنّ النّفس الّتي يتكشّف خورها برحيل أبيها لا يُمكن لأيّ ضمادات أو مراهم أن تُخفي أثر الجرح، لكنّ مواساة وحيدة تلاحق صاحب هذا الجسد بأنّ الملائكة تخفره بأمر من الإله، كأنّ الملائكة صارت عضد المُنكسرة أجنحتهم برحيل الأب مُتّكئ البيت عامود الحبّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى