قصيدة من الآيس كريم
رضى كنزاوي | المغرب
جميلتي… المرأة التي يصب جمالها
الآن على بصر رجل آخر…
لست ذكيا، أو أحمقا بما يكفي
لأراوغ ذكرى شفاهك الشهية كحساء أمي ….
أتلمظها كالطفل الذي يستلذ
بلعق حلوى الآيس كريم.
أريد أن أقف أمام
بخار جسدك الساخن
وأفرك يديّ كالعمال صباحا وهم ينتظرون الحافلة.
الجوع إلى الحرية
العطش إلى الرقص عاريا تحت المطر الفضي
أنسياني كيف أكتب قصائد الحب…
هل يكتبونها باليد اليمنى أم اليسرى
وهل تكون تحت ضوء الشموع الخافت،
وعلى النافذة التي تشهد غزل النسيم
لورق الرمان…
والشفق المستحيل، والقمر المكسو بالدخان
كالقاتل الملثم؟
ثم يا حبيبتي، ما دور الخريف
فيما أكنه لك من مشاعر؟
وماذا يعني اللون الأحمر؟
هذه أشياء مضحكة، بالنسبة لرجل
بدوي أسنانه صفراء
أحبك كما يحب أبي أمي
حبا تقليديا
بدائيا…
لكنني أحبك قبل كل شيء،
قبل طور النطفة في خليقة البشر
ولو لم تكوني في هذه الدنيا، لكنتك
أميرة
قاتلة، أم عاهرة… لا يهم
سأشم الوردة باسمك
سأخاف النحلة باسمك
سأشمئز من القاتل باسمك
سأصون شرف الرمال من شبق الريح باسمك.
وفي غيابك، ثغري يحسد كسرة الخبز
التي يقبلها العابرون قبل إزالتها عن الطريق
أحسد شاهد القبر
خذ الطفل
جبين الأم
أقدام الطغاة والمتجبرين…
في غيابك، أدخن فقط لتلامس شفاهي
أعقاب السجائر، بدل هذا الصمت الصقيع.
لطالما كانت الكلمات أسناني
التي أعض بها الحقيقة…
فلماذا أتلعثم الآن في سرد ما يجول
في قلبي من عواصف؟
أيجب أن أتدرب الآن على كتابة قصيدة حب
بقفاز ملاكم؟
أتدرب في خلوتي كيف أراوغ الركاكة
لأسدد المعنى بأسهل وأبسط ما يكون؟
لماذا لا يكتفي هؤلاء الشعراء بـ”أحبك”،
كما يكتفي الصياد المتمرس برصاصة واحدة
في جبين الفريسة؟
ذلك الحشو الرومنسي
الذي توقظ فيه قمرا من نومه
لتستعين به في وصف امرأة
كان يكفي أن تخبرها أنها جميلة فقط
لكن بصدق…
ذلك الحشو الرومنسي
ما هو إلا تفكيك للمعنى.
حبيبتي، أحتاج الحروف الأخرى لأفسر حزني
فليس كافيا أن أشير لمغتصبي بأصبعي
وأقول: “ها هو”
لكنني سأتعلم الشعر ذات يوم
وأعود بالكلمات
أعود بها إليك حبيبتي،
كما يعود الراعي بقطيع غنمه أصيلا
إلى ذلك الحين
أحبك..
وحق الله أحبك.