اﻷمثال في خماسية مدن الملح

صلاح عويسات | فلسطين

عن مكتبة كل شيء في حيفا صدر للكاتب محمد موسى العويسات كتاب بعنوان” ‘اﻷمثال في خماسية مدن الملح” يقع في 168 صفحة من القطع المتوسط، جمع فيه الأمثال الواردة في رواية ” مدن الملح” للكاتب عبد الرحمن منيف بأجزائها الخمسة حيث أعطى في البداية فكرة عن المؤلِّف، والمؤلَّف، ثم تصدى استقصاء اﻷمثال فأوردها حسب التسلسل اﻷبجدي والتي بلغت 657 مثلا، وشرحها شرحا وافيا، رابطا إياها باﻷدلة الشرعية إن وجدت، وتبيان علاقتها بالواقع، والتعليق عليها، وإظهار إيجابيها وسلبيها، والتوجيه في ذلك مما يحقق الفائدة…

 محمد موسى العويسات أخي وصديقي جاءني يوما ،منذ زمن بعيد يعتريه الحزن، يقول حين لا أفهم أمثال القرآن بخاصة، واﻷمثال بعامة أشعر بحزن رهيب ،لشعوري باني جاهل، ولست بعالم واستدل بقوله تعالى في سورة العنكبوت” وتلك اﻷمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون” وهذه حال أهل العلم يشعرون دائما بالنقص والنهم إلى العلم، ويحزنون حين تخفى عليهم بعض جوانبه، وهي كثيرة فهناك أمورٌ قال عنها أهل العلم أنه لا يمكن اﻹحاطة بها، ومن زعم ذلك فهو أول كَذِبِهِ ،منها الحديث الشريف وعلوم اللغة العربية، واليوم وأنا أقرأ كتاب ذلك الرجل وشرحه للأمثلة ومطابقتها للواقع بجوانبه المتعددة سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها,

 أشعر بفرح غامر وأهنئه على حسن فهمه وسعة اطلاعه وطول باعه، ولا سيما في اللغة ومقارنة المحكي بالفصيح وضبط اﻷلفاظ وتفصيلها أهنئه من قلبي ذلك الصديق الصدوق جميل العشرة حسن المعاملة صادق السريرة، بأنه قد حقق مآربه بجده واجتهاده، فأصبح غزير العلم واسع الفهم، يرجع إليه ويستفتى في اللغة وقواعدها، متواضع ناصح أمين يود لو يعرف الكل ما يعرفه بإصرار المحبين، ويكفيك فكرة عما بذله من جهدٍ مراجعُه، فهو – جزاه الله خيرا – قد عدد المراجع واختار أوسعها وأغناها واستعان بحصيلته الفذة في النحو والصرف والبلاغة واﻹنشاء وسائر صنوف اﻷدب كي يخرج كتابا جامعا ذا إفادة يضاف إلى المكتبة العربية وحق لنا أن نفخر برجل منا نعرف صفاته  وسماته ،ومآربه ومناقبه، فهنيئا له فقهه وعلمه وهنيئا لنا به.