الزراعة تسد الجوع، والصناعة توفر الاحتياجات. لكن التعليم يزرع ويصنع وطناً
أ.د. حنا عيسى | أستاذ القانون الدولي
(نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يبكي قبل ورقة الفيزياء وأثناء ورقة الرياضيات وبعد ورقة الإنجليزي فما هو مستقبل شعب يبذل الدم في حوادث المرور والعرق في الملاعب والدموع في الامتحانات).
وعلى هذا الأساس فالعرب أمة تعيش في الماضي وأن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها.
لهذا السبب، إذا رأيت الناس تخشى العيب أكثر من الحرام وتحترم الأصول قبل العقول وتقدس رجل الدين أكثر من الدين نفسه فأهلاً بك
في الدول العربية. وهذا ما أكده أحد الكتاب العرب في وصفه الأمة العربية عندما قال: “بأنها ظاهرة صوتية ” إنه لم يبعد عن الحقيقة كثيراً.. ” فالشرق العربي الآن بكل ما فيه من جهلٍ وكسل هو كافرٌ بأولياتِ كتابه ودينه.. فلا هو يقرأ ولا هو يتعلم ولا هو يعمل.. وبدل العلم والعمل.. لا نرى حولنا إلا الجهل والكسل.. وكل واحد يتصور أنه من أهل الجنَّة لمجرد أن اسمه في بطاقة تحقيق الشخصية محمد.. وأنه مسلمٌ بالوراثة وأنه يقتني مصحفاً.. وينسى أن أول كلمة في القرآن هي ” اقرأ “.. وأنه لا يقرأ.. وأن الله يقول: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) وأنه لا يعمل وإنما يتمدد على المقاهي ويتثاءب!
بل إن العالم الغربي الأوروبي، بما فيه من علم وعمل ودأب ونشاط دائب خلاق هو أقرب لجوهر الإسلام وهذا القرآن، من هذا الشرق الكسول المتخاذل الغارق لأذنيه في الجهل المزرى.. علينا أن نفهم القرآن قبل أن ندعي أننا من أهل القرآن.. وعلى ضوء ما ذكر أعلاه، الأمة العربية ستصبح بعد عشرين عاماً قرود على الشجر إن لم يكن العلم سلاحهم).