قصّة الطاووس وترسيخ القانون
نزيه المغربي | فلسطين
كل الاحترام والتقدير لجهودكم الرائعة… كم تمنيت لو سمح لي وقتي حضور هذا اللقاء الجميل ولكن على أمل أن يحالفني الحظ بحضور اللقاءات القادمة.
استمتعت جدا وأنا اقرأ القصة وهي قيمة فريدة تضاف الى رصيد النتاجات الجميلة والمفيدة التي تثري أدب الطفل محليا وعالميا… الحقيقة ادهشني التركيب الرائع للأحداث وتطورها والذي رسخ بشكل منطقي وسلس مفهوم العدالة الاجتماعية كمبدأ وطريقة حياة … لمست الشمولية والتعميم في شخصيات القصة وبرزت أهمية كل فرد بالمجتمع من الصغير ( الدعسوقة ) حتى وصلت الكبير (الفيل) وهذه إشارة ذكية لها علاقة بالتنوع وليس فقط الشكل والحجم والطبيعة والبيئة واختلاف تشكيل فكر الأفراد وقناعاتهم الشخصية بل انصهارهم في نسيج مجتمعي واحد منسجم عززه اختلاف الألوان وزاده بهاء وجمال.
شدني قضية الإعلان والتعميم للقوانين والنظم التي تحكم هذه البيئة الجميلة وتجاوب الأفراد والالتزام واحترام القانون … كما ان موقف الاعتراف بالذنب والخطأ عزز الإحساس بالمسؤولية والشجاعة في مواجهة التحديات الحياتية والتعامل معها بشكل واعٍ وعدم الهروب منها أو التغاضي عنها.
القصة حبلى وثرية بالعديد من المفاهيم الإيجابية والرسائل التربوية والمضامين السامية التي ترتقي بقيمة الفرد وقيمة الإنسان عموما.
الإحساس بالألم لفقدان شيء عزيز وغالٍ (ريش الطاووس) لقي تعاطف الجميع رغم انه ريش الطاووس وليس خسارة مباشرة لأي أحد منهم ولكن موقفهم في القصة عبر عن رقي شعورهم بالتعاطف ومستوى وعيهم العالي بالتكاتف والتعاضد وهذه لفتة ذكية برعت الكاتبة في تمريرها بحنكة وفطنة وموضوعية لقضية تخص الكل وليس قضية شخص لوحده … هذا غير مستغرب من أديبة خبيرة تملك أدواتها بحق ولا تفتح جرحا لتداويه إلا وكان لديها العلاج اللازم للشفاء جاهز مقدما بين يديها.
لا يسعني الا ان اتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأديبة المتميزة نزهة أبو غوش والفنانة القديرة منار نعيرات التي أبدعت ريشتها برسم أحداث القصة بكل جمال واناقة.