سيرة ذاتية
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
نظرت فلم أبصر سواك أماميا
وظني جميل أن أصان ورائيا
///
بأسمائك الحسنى تحصنت ماضيا
بأفضالك العظمى هتكت حجابيا
///
فزدني بها كشفا وزد لي تجليا
وفجر بنا حبا فيحيي السواقيا
///
بدائعُ لا يُخفى عن القلب حسنها
وأنّى لأنوار الجلالِ تواريا!؟
///
أصابعها اللاتي يضئنَ مشيرةً
إلى بصمة الإبداع: ربّا إحاديا
///
وهل صدفةٌ عمياءُ صعبٌ وقوعها
توقّعُ إعجازا تناهى تساميا
///
محالٌ بأوراق الحسابِ تصادفٌ
يردُّ جماد الطين أُنسا وواعيا
///
محالٌ ولو مليونَ مليار حجّةٍ
تتالت سيحتاج الوجود مباديا
///
وهل صدفةٌ حمقاء ألقت دلاؤها
تصاميميَ اللاتي دمغنَ اصطفائيا؟!
///
ألهْوا بلا مغزى يدورُ فضائيا
خواءً إلى اللاأين مشّاءَ فانيا !!
///
أيمضي كما يمضي الغثاء تبذّلا
ألا ساءت العقبى وساءَ ابتذاليا!!
///
أُسلى بإمتاعي عن الحقّ لاهيا
أبددُ أوراق الزمان البواقيا
//
ولو كان يدري ما الرحيل لما سلى
وأبحرَ في معنى الحياة فؤاديا
///
قضيتُ أزاهير الربيع تقصّيا
ليعبقَ من متنِ البحوث جهاديا
///
وأرهقتُ حتى لا أبزّ محاجِجا
أصدّ ادعاءات الجدال الغواشيا
///
فما حجّة إلا فككتُ بناءها
أحاور في علمٍ لأنقضَ ماهيا!!
///
وما ظنّهم إلا حجابٌ مضللٌ
وإنكارهم كبرٌ يظلّ معاديا
///
ولكنّ لي من هديّ دين محمدٍ
كتابا سماويا لقلبيَ هاديا
///
وصيته كانت لأقفوه بعدما
وهِبْنا قناديلَ البيان الهواديا
///
فكيفَ لنا أن لا تضيئَ حروفنا!!
وتشرحَ ماأخفى عميقا كتابيا
///
وهبْ سُدُما أهدت إليََ حضارتي
فمن أوقد الأفلاك للكون باديا
///
فإنّ ابتداء الخلق صنعة فاطرٍ
ولوساق (مايهوى) افتراضا مرائيا!!
///
إليه تُردّ السابحات تناهيا
فلا تخلط الأوراق في التيه ماضيا
///
على لجّة الكونيّ كم تاه مبحرٌ
تغشاه ما يغشى الثقوبَ الدواجيا
///
وكم جاءه يسعى شعاعٌ محلّقٌ
ومن نوره ذكّى نجوما عواليا
///
زمنكاننا ماانفك يمتطّ حجمه
بطاقته الظلماء (لم ندرِ ماهيا!!)
///
وظني بها روح الوجود توازيا
وما معجمٌ قد كان بالروح داريا
///
وماعابرٌ قد عاد يوما محدّثا
عن الموت لو أعيا السؤالُ الموافيا
///
أيشعل فيك الله إيماضَ نوره
لتنكره ربّا عتوا مغاليا ؟!!
///
لماذا انتحار المعرضين معظّمٌ !!
تواتره يحكي ضياعا مواليا
///
ببوصلة تخلو من الله مركزا
تُضيّعُ أبصارُ الجهات المناحيا
///
يصارع أرزاء الحياة بلا هدى
وقد ردّها فقدُ الصلات دواهيا
///
يكبّله ضيقُ المدارك أن يرى
بعيدا فيستهوي الموات تدانيا
///
وما يأسه الذاتي إلا تخبطا
وقد أنكر الإلحاد ماجاء هاديا
///
إذا احتربت فيك الأماني وأرهقت
فحقق سلام النفس للذكر تاليا
///
تأمل مصير الخلق من بعد فورة
عظاما غدا (بعد الفوات) بواليا
///
وماكل من أضناه عيشٌ بسالم !!
وماكل من أرضى سيلقى الدواهيا
///
فقد يربح الإثنين قلبٌ مطهرٌ
وقد يخسر الإثنين في النار جاثيا
///
وماحزننا اللحظي إلا بجهلنا
حقائق ماانفكت إلينا خوافيا
///
وحظي كسهم العائدات تذبذبا
تؤرجحه كفّ الحياة تتاليا
///
وكم أثلجت سحْبُ الدعاء حرائقي
سلاما وبردا قد غمرنَ فؤاديا
///
أقرتْ عيوني إذْ رُفعنَ بواكيا
وماخاب وجدٌ قد أتاه مناجيا
///
أمانته مازلتُ منها مؤرقا
وقد روّعت ثقلا جبالا رواسيا
///
وظنّي بها: عقلا رشيدا مكلّفا
ضريبتها: عمرٌ يظلّ مقاسيا
///
ولولا امتلاك العقل آفاق ذهنه
بعيدا عن المحسوس ماكان ساميا
///
تسامى ببث الروح (فيها محمّلا)
وماانفك منذورا إليها وواعيا
///
يجرّد أثواب التفاصيل نابغا
ليستنبط المعنى فراتا وصافيا
///
وينفخ في جوف الحروف مخلّقا
بكارة ألفاظٍ يلدنَ المعانيا !!
///
كذرٍّ إذا ماقيس بالكون حجمه
ولكنه الأعلى نبوغا خياليا
///
ولاهوْ سماوي السراج مشعشعا
ولا هوْ يُآخي العتم بالكهف جاثيا
///
تموضعه الملغوم ألف شظيّة
ونزفٌ مع الآلام يبقى موازيا
///
وماغير لطف الله يوقف نزفه
وهل غير من أحياه يلقى مداويا ؟!!
///
نظرتُ فلم أبصر سواك إلهيا
بأسمائك الحسنى اختتمتُ سلاميا
….
هامش:
( يحبهم ويحبونه)
فيها محمّلا \: تعود للأمانة القسم ماقبل الأخير : أشرح ملكة التجريد وقدرة الإنسان الذهنية الخلاقة ..وعلاقة الأمانة بالعقل