الفرسان الثلاثة في رحاب الكتابة والكلمة الساحرة
محمد زحايكة | القدس العربية المحتلة
هناك قاسم مشترك يجمع بين فرسان مقدسيين ثلاثة عشقوا سحر الكلمة وهم أصحاب مهن مختلفة بائع في مخبز، وخياط، وحمصاني، ومسقط رأسهم القدس العتيقة شاغلة العالم والدنيا كلها.
الفارس الأول هو سامي الجندي صاحب الرواية السياسية “ساعة من ضوء الشمس” الصادرة باللغة الإنجليزية التي أبهرت العالم لغزارة ودقة معلوماتها حول القضية الفلسطينية في ردها على أساطير الخواجا شلومو لدرجة أن الصحفي الإسرائيلي عكيفا الداد وصفها بأنها وثيقة تاريخية عميقة تشكل تحديا للرواية الإسرائيلية التقليدية .
و الجندي أسير محرر قضى عقد من الزمن في المعتقلات الإسرائيلية عمل لفترة مهمة مديرا لمركز بذور السلام بالقدس ويمارس حاليا مهنة بائع في مخبز للكعك في المدينة ولكنه مشغول ومسكون بالتوعية حول درة التاج التي يعتبرها بمثابة متحف كبير، وكثيرا ما يتطوع للتعريف بمعالمها الأثرية والتاريخية الجميلة .
وفارس الكلمة الثاني هو الكاتب الروائي والترزي عيسى القواسمي الذي يبدو أنه لا يحبذ الإشارة إلى كونه يعتاش من مهنة الخياطة حيث تهرب من إرسال صورة له وهو يحيك و “يرتق” الملابس في حين أصدر مجموعة من الروايات الوجدانية المحملة بمضامين وطنية مستوحاة من تجاربه الشخصية أو تجارب مميزة لآخرين وأجاد في تصويرها بقالب أدبي ممتع وكان للقدس المكان حصة الأسد فيها. والقواسمي شغوف أيضا بالتعريف بهوية القدس الحضارية حيث يوظف مهاراته المعرفية في تسليط الضوء على زهرة المدائن .
أما الفارس الثالث الذي نهل من معين الكتابة والثقافة فهو الحمصاني زياد طه في أول طلعة حارة النصارى وحمصه اللذيذ الذي يأتيه عاشقو الحمص من كل فج عميق؟
طه الإنسان المثقف هو قارئ من الطرز الأول وشغل لفترة من الزمن محررا للصفحة الثقافية في جريدة النهار المقدسية. ولعشقه للكتابة الإبداعية والصحفية يمتنع عن تقاضي أجرة صحن الحمص والفلافل من عدد من المبدعين والصحفيين من بينهم الصاحب.. ولما سئل ذات مرة.. لماذا لا يتقاضي أجرة من الصاحب أبو الدعم.. أجاب ” ليس من الحكمة أن أخسر الدعم بالعورو في31 شباط من الصاحب مقابل صحن حمص..”