الإله «بتاح». . إله الفنانين وملهمهم

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات

لقب «إله»، لم يكن هذا الإله يعبد لدى المصريين، ولكنهم كانوا يجلونه ويقدسونه، لاعتقادهم أن روحه تحوى القوة الخارقة المسيطرة على هذا الجانب من جوانب الحياة .

عرف في الدين المصرى القديم بمعبود ممفيس «منف» القوى، إله الفنانين وملهمهم وحاميهم، هو الإله الخالق، بتكمن قوة عملية الخلق وكان أسلوبه في الخلق يقوم على القلب واللسان، القلب يوحى بالفكرة للسان الذى ينطق بها، وثالوثه يتكون منه ومن زوجته سخمت، وابنهم نفر توم .

كان «بتاح» معبود مدينة «منف» صوّر في صورة إنسان ملتف بثوب محكم الالتفاف على جسمه كما هو الحال في الحال في المومياءات، جعلته أسطورة مدينته خالق العالم بواسطة قلبه الذى يساوى الفكر، ولسانه الذى يساوى الخلق بالنطق .

تمثال الإله بتاح في المتحف المصرى في هيئته التقليدية على شكل المومياء، حيث تخرّج يديه من ثنايا ردائه وتقبض على صولجان الواس الذى يرمز للرخاء، وقد شكلت رأس الصولجان على هيئة عصا برأس وتنتهى بشوكتين، وقد طعمت عينا التمثال ذو الرأس الخالية من الشعر والتى يعلوها قلنسوة ضيقة لا تظهر من الرأس سوى الأذنين .

ويرتدى التمثال ذقن مستقيمة ويرتكز على عمود الجد، والعمود يُمثل الثبات والاستقرار وهو أحد خصائص الإله بتاح، أما الهرم الصغير فقد نقش عليه اسم من نفر وهو أصل تسمية ممفيس.

«بتاح» هو الربوة المقدسة، وكلمته بدأت الوجود، وقد اعتُبر إله الحرفيين، وخصوصًا الحرف الحجرية، ونتيجة لارتباط الحرف الحجرية بالمقابر وارتباط المقابر الملكية بطيبة، فإن الحرفيين اعتبروا أنه يحكم مصائرهم . .«بتاح» إله البعث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى