وداعاً أيها الكركي
زيد الطهراوي
في رثاء الكاتب الأردني محمود الشمايلة
ترجل عن قلم لم يخنه بدرب الحنين
ترجل هذا المصور للهمِّ عن وطن غارق في الأنين
قبيل مداواة عينيه بالأمل المستدير
و قد ترك البوح يبكي عليه
و حارته حين أسلمها الحزن للزمهرير
و أماً تفيض بدمعتها ثم تعذره في الرحيل الكبير
و يكتب قصته بالرموش كأن الكتابة سيل حراب
و يغزل من ذكريات النساء و أقوالهن غلاف كتاب (١)
كشفت الحدائق و الشوك ثم توجهت نحو الغياب
و كان نتاجك يذكي النجوم و وعد الإياب
لقد غرس الكركي النوافير في الأرض ذاكرة
في ضمير الوطن (٢)
و يجنح للسرد كي يغرس الشمس في ظلمات المحن
و يحمل ثقل المقالات حين تحارب ثقل العفن
و إن الشعارات ترتفع الآن كالموج في شرفات الدِّمن
و يشكو إلى الله يبكي بصمت يدرِّس طلابه
الصبر قبل الممات (٣)
كما كان من قبل يمنحهم نبضه و العناء و نور العظات
( و مسنيَ الضر يا رب فامنح فؤادي الحياة ) (٤)
و يكتب في آخر الدرب أحلام شعب بحبل النجاة
^^^^
الإشارات:
(١) إشارة إلى كتابه ( نسوان حارتنا)
(٢) الكركي : نسبة إلى الكرك و هي مدينة الشاعر
(٣) عمل الكاتب مدرساً حتى تقاعده
(٤)تعرض الكاتب لمرض ألزمه المشفى و كانت وفاته بسببه جعله الله كفارة و رفعة في درجاته