رسالة إلى سعدي يوسف

بادر سيف | الجزائر

قال سعدي يوسف “كانت حقيبتها الخيش خارج غرفة نومك

ثم أخذت تهبط السلم الأخضر”

سلامي إليك أيها الشيوعي الأخير الساكن جنة الشعر

سلام حار لايربك النوق لما تغوص في صحراء المجيء إلى واحة الفكر

سلامي ليس وهن ليل أو نجم يغازل ارض الغسق

سلام اخضر اللون،و حمراء شفاهه كبنت تراقص ظل طاووس صغير و ابيض

فلا تقل للتي تعاشرها أني أناديك من الجزائر

لا تقل لها إني اردد كلماتك كلما نصب الضيق بصدري هدهده الثرثار

يوما ما سنلتقي..إما في –مانشيستر- أو في بونة أو في بغداد

نلتقي كي لا تخذلنا غابة النسيان و ترمينا إلى ذئب جائع

فيا من يضيء ليل وحدته بأقمار عاشقة لمثلث برمودا

ويا أيها السراب الذي كلما دنوت منه احسبه قدح من مخطوط أميري

انظر إلى أول الخجل لأنه من ذهب

و انظر إلى آخر المسيرة تجدها إن شاء سوق نخاسة من مديح و هجاء

…قبل يومي كنت مكبل بماء اللغة الجاثمة على صدر البخور

و كنت شبيه نبي ينتظر يوم الجائزة

لكنك تقيم بين الهدب وبين ذاكرة معتمة الجهات و ثواني احسبها خضراء خضراء

ليسافر أبي فراس وحيدا إلى مهبط الوحي و عصارة الفخر المسجى بعسل الغريزة

أما زمن التهليل و التهويل

أنام عاري العينين

ما بين دجلة و الفرات

و كل يوم أودع حلما يسكن ضفاف النضال و التحرر من شرنقة الغضب

لذا أهديك نملة باسمة من بحر يغازل فرعون المرحلة

ودرب يتهيأ ليحمل امة بين كفيه

…هنا المغني يصدح كشحرور جفاه النوم

و العروبة من الخليج إلى المحيط كقلادة –هبنقة- أو ضباب اسود ينتشر على زجاج نافذة الحبيبة

و أنا مغرم بأفلام الكارتون،أحب أيضا المساجد و كتب السحر الأسود

أحب الوصف المدقق للأمور

وما أهمله التاريخ

أحب جمع القواقع و النضال من اجل الأمن الغذائي

أحب أمي و أبي وابنتي تسنيم و- اكثم – المدلل أحب وصايا الرسول (ص) لابن عمه علي

وكلما أتيحت الفرصة أطبق راحة اليد كثور يخور من ضربة موجعة و أنام

،،،العروبة يا بنت الكلب، ماذا جنيت من حبي لك غير مساحة قبر مهيأ لاستقبال قمر مشع في سماء شاسعة

أما الكتابة عن الحب فقد تخطت نهر الغوايات

سكنت زمن الانتساب إلى الجيش الانكشاري

لذا سأبتعد قليلا عن الثغر المصقول بفعل الأشرعة

انصب خيمة تحت الشمس، شمس الفكر و أنعش ساقيا

عربي أنا يا يوسف، لكنني من هشيم الكذب كطباخ ماهر يلوث جوع زبائنه بأسعاره الملتهبة

عربي يحرس زيتونة الشرق المعربد

أما أمي فمن طينة العمائم المذهبة بزهر التفاح

كان يركبها أبي سفينة الحب إلى مدرسة الذهول و مواويل الشواء السوري

……..

……..

فيا أيها الرجل المطارد من ربيع يابس إلى صيف كله نوء و قطن مجفف

سأجعل منك أول العرب و آخر من يؤمن باقنوم التسامح

الآن ادخل حديقة –كالاما- بكتبك باهظة الثمن

يصيبني ما يشبه موجة عصيان للثقافة العربية

أما زهرة الشباب استلها من سم جيبك النائم في عطلة طويلة الأمد

تلفحني نسائم الصدف من خلف زجاج العين

لاطلع احمر الأعماق

مبتل الجبين

و المرأة الجميلة معلقة تجتلي سماء غصينة

تستنشق عطر زوارها المبهورون بأقواس قزح

يا يوسف الم تر على الأقل كوكبين أملسين ساجدين أمامك

الم تسال نفسك لما يبغضك الإخوة

و لما قد قد قميصك من دبر؟؟

في السر تشبه خلسة أبيك

أما في العلن فرشاش لا يهدأ

لذا أحبذك عند مدخل – خمارة القط الأسود-

أحب قصائد البارود و الفنتازيا

قبري يا –يوسف- أراه محاط بأكاليل الزهور و السناجب الرشيقة

دربي ملوم

و البرج الذي اسكنه يشبه مفترق الطرق لا هو صعب و لاهو سهل

وكلما حاولت رسم شعثك أصاب بلوثة الأسماء

تغتالني المسافات

ترميني إلى حمى الشطآن

-سعدي يوسف- ينام على هضبة –المونمارتر- وحيد وحيد

………………..

……………….

حط المساء بحيراته مسرعا

حلت كوابيس الطين بسياط من عرق

شقف التفاحة محى آثار النوع

و الشوق من ورق

جرف الغسق يستلهم منحاه الغاضب من شان المحيطات و شجر الزقوم

هي كلمة الأرض قيلت لنا

أيضا جسر الكنايات مزركش بندف الصراصير البهيجة

اغرق الماضي في عشبة البحر

صوت فنن يردد آهات فيروز لما تصاب بحمى براءات الانتظار

و السؤال الألثغ يجتر الغضار الأزرق و يبول على جفن المستحيل

أهداب البقعة الآدمية موشاة بحناء التباريح و الانصراف إلى مشاغل الملوك

بصوت جهوري يوقظ قطط المسارب..باكرا بلون بني يميل إلى الحمرة كعنب الرابية الخضراء؛أما الصباح المفدى يولد من أغاني الصبيان المولعين بالجري وراء جلد منفوخ, ومن خطى الشمعدان صوب دمعة مسافرة مع نهر التمني……

فيا يوسف سعدي قف مكانك، لأنهي مغامرتي معك ببسمة الغواية

و قطاري هادئ المسير كسنجاب ينط من جميزة الجارة إلى حائط النبض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى