صوت الأصالة من الزمن البعيد.. يبشر بفرج قريب
بقلم: ديمة جمعة السمان | القدس العربية المحتلة
“صهيل الأصالة ” للكاتبة آمنة زيد الكيلاني قصة أطفال تمسك بيد الطفل وتصحبه في رحلة تاريخية شيقة إلى زمن غير الزمن.. إلى عصر مضى .. ولكنه لم يمت.. إذ أن التاريخ لا يموت.. ولا ينتهي ولا يتغير. كما ذكرت الكاتبة في سياق القصة.
قصة شيقة تدخل الطفل الى عالم المغامرة وخوض المجهول.
خيول بأجنحة.. وفرسان ملثمون.. وسيوف ورماح… الخ
تطير الخيول المجنحة وتحلق عاليا بفرسانها.. يصطحبون بطل القصة صاحبنا المقدسي الى عصر قديم ليدخل هذه التجربة الممتعة.. فيسأل ويسأل .. ويقارن بين أصالة القديم وتطور الجديد.
يعيش سحر الشرق بكل ما فيه من إبداع.. عظمة المكان.. العمران واللباس والجدران المنقوشة بآيات من القرآن الكريم بخط جميل .
عشرة أيام عاشها صاحبنا ابن القدس مذهولا.. مستمتعا بكل ما شاهد.. مشاهد أشعرته أنه يعيش في زمن السندباد.
قصة مليئة بالخيال المحبب للطفل، كتبت بلغة بسيطة جميلة غير معقدة ولكنها غنية بالمفردات والمعلومات التي لم تكن دخيلة بل جاءت متناسقة متسلسلة تحمل عنصر التشويق الذي يشد الطفل إلى نهاية القصة.
وأجمل ما بالأمر ان الكاتبة بثت رسالة أمل في نهاية القصة جاءت على لسان فارس أصيل جاء من الماضي الجميل.. قال موجها كلامه لبطل القصة المقدسي عندما رأى الجنود المدججين بالسلاح:” (لن تبقى مدينتك محاصرة يا بنيّ).
اذ انتهت الرحلة عند قبة الصخرة الذهبية في المدينة المقدسة.
وتأتي المفاجأة.. لم تكن تلك الرحلة سوى حٰلم تاريخي جميل
وقد لفت نظري أن القصة مكتوبة باللغتين العربية والانجليزية على ذات الصفحة.. مما يزيد من مسؤولية الكاتبة.. إذ أن القصة لم تكن موجهة للأطفال الناطقين باللغة العربية فقط، بل للناطقين باللغة الانجليزية أيضا.. أي أن القصة موجهة إلى عدد أكبر من الأطفال.
تحتاج إلى توازن بين الثقافات والاهتمامات المختلفة.. وقد أتقنتها الكاتبة.. وزاد من جمالية القصة الرسومات البديعة التي كادت أن تنطق بريشة الفنانة منار النعيرات.
لا شك أن القصة تشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية.