عملة جديدة اسمها ” كورونا “

أسعد الجبوري | أديب عراقي مغترب

دون كيشوت: يبدو أن ((الكورونا)) سيصبح نظرية قابلة للتدريس على صعيد جامعات العالم يا سانشو!

سانشو: لا أظن ذلك يا سيدي الدون. فعصور النظريات انقرض منذ وفاة ماركس .

دون كيشوت: ألا تؤمن يا سانشو بأن الموت هو النظرية الأم التي لم تلق تبريداً أو محواً أو اندثاراً في هذا الكون ؟

سانشو: ربما. فالكون العجوز قد بدأت فرائصه تتخلخل.ولم تعد تنفع معه وصفات طبية أو العلاج بالإبر أو النظريات الماركسية أو الرأسمالية أو السريالية أو الطوباوية .

دون كيشوت: ومن اين بدأت تغرف كل هذه المعلومات يا سانشو ؟

سانشو: من حماري الذي أنا عليه يا سيدي الدون.

دون كيشوت: كيف يحدث ذلك .أيعطيك دروساً في معهد  مثلاً ؟

سانشو: لا يا سيدي .حماري يرسل لي المعلومات عن طريق الاستشعار عن بعد.وأنا أتلقف تلك العلوم فأسبر وأفهم وأحلل وامنح خبراتي للآخرين عن طريق البريد الاليكتروني أو عبر واتساب .

دون كيشوت: ولكن بريدك لا يصلني يا سانشو . أليس هذا من الأمور المخيبة للآمال ؟

سانشو: ربما يحدث ذلك بسبب شيخوخة حصانك العجوز .ذاكرته باتت ضعيفة .

دون كيشوت: إذا كنت تعتقد بأن حصاني مصاب بالزهايمر،فتلك وقاحة يا سانشو. فنادراً ما تصاب القادة بأمراض من نوع الزهايمر.وكذلك سلاحي،فهذا الرمح لن تعكر مزاجه الشيخوخة أو ينكسر بسبب  القِدم .

سانشو: عفواً يا سيدي الدون، فأنا لم أقصد إهانة حصانك ولا النيل من قوته وشكيمة رمحك الأسطوري. ولكنني تذكرت نظرية السيد اينشتاين المتعلقة بسرعة الضوء، فجمعت وطرحت وضربت وقسمت ،فلم أر فيما أنت فيه أملاً فيزيائياً يشير إلى إننا سننتصر بحرب الطواحين ليس إلا .

دون كيشوت: ولمَ تعتقد بأن للعلامة اينشتاين باعاً في فهم الاستراتيجيات أو بناء النظريات .كل ما فعله ذاك المضروب،هو أن قام برسم كومة أرقام فوق بعضها ليس غير. وعندما ضجر العلماء من تلال رموز تلك المعادلة وأرقامها ،منحوه على لقب بطل النظرية النسبية ، لأن بطونهم آنذاك كانت خاوية وتصفر بها الريح ،كما كان البعض مزروكاً ويريد الذهاب للتواليت .وهكذا حلت النظرية النسبية مشاكل الجميع ، فمنهم من تناول العشاء ومنهم من قضى الحاجة في w.c

سانشو: والكورونا يا سيدي الدون ؟!!

دون كيشوت: هذه حفلة وبائية بيولوجية على كيميائية على تجارية  لتنظيف سجلات الاقتصاد العالمي بواسطة هذه العملة الجديدة المسماة بـ (( كورونا )) !!

سانشو: ألا تخاف على حصانك من الهلاك بهذا الفيروس يا سيدي الدون ؟

دون كيشوت: كلا. ولن أدع رمحي يفكر بالنيل من ذلك الفيروس بطعنة واحدة .إنها الحرب يا سانشو .

سانشو: وهل ستدجن الكورونا ، فتجلس على ظهرها بدلاً من هذا الحصان الكئيب لإبادة أهل الأرض ؟!!

دون كيشوت:لن أكون أحمقاً  وأفعل  ذلك . وإلا مع من نتسلى إذا ما انتهينا من هذه الحرب أو تلك ؟

سانشو: ولكننا لم ننتهِ من حرب الطواحين يا سيدي الدون؟

دون كيشوت :ما زلت أحمقاً وتفترسُ الأميةُ مخيخ الدجاجة التي  برأسك يا سانشو.وإلا لكنت تعلمت شيئاً عن طواحين  الفيروسات !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى