الشعر
رضى كنزاوي | المغرب
ماذا أفعل بالشعر
وهبته الخريف
أعطاني ورقة
وهبته الربيع
أعطاني قشة
وهبته الصور
أعطاني الأفاريز
وهبته اللغة
أعطاني النقاط والفواصل
وهبته الدموع
أعطاني الجفاف
وهبته النضال
أعطاني السوط
وهبته الطفولة
أعطاني اليتم.
ليتني راقصة لأوجه هذا المجتمع
إلى مكمن الخلل بهزة من خصري
كانوا لينساقوا، دون أن يتقدم منهم ناقد أو رقيب.
ليتني شمعة أضيئ طريقهم
فيحرصون على دموعي كما يحرصون
على أرواحهم كي لا أنطفئ
ليتني زلزال فأغربلهم من شرهم
كما تغربل أمي الزرع عند عتبة الباب
ليتني مهرج فأقتلهم من الضحك
عوض الجوع والخوف والحرمان.
الربيع القادم، سأحرض
الوحوش والثعابين أن تبقى في وجورها معتكفة
والطيور في سمائها مصلوبة
والعشب في ترابه مموها
كجنود عمر المختار في الصحراء.
وستصوم الحشرات عن شهوتها كالمتقين
ولن تغازل فراشة ضفيرة
ولن تلاعب نحلة زهرة
ولن تقبل ذبابة زجاج نافذة
أنا ماركس الحشرات
فلتتحدوا يا حشرات العالم.
أنا رجل أعمى يتحسس الجدار
يبحث من أين يطفأ العالم.