قصّة الأطفال ( صهيل الأصايل ) والحلم
الدكتور عز الدين أبو ميزر | فلسطين
ابتداء نبارك للكاتبة الفاضلة آمنة محاميد زيد الكيلاني إصدارها الجديد المرمّز والمشكل والمسرود بلغة عربية سليمة تبعث على السرور والانشراح.
ولولا آخر سطرين في هذا الاصدار أشارت بهما الكاتبة على أن كل ما جرى كان مجرّد حلم، ورؤيا مناميّة، لكانت المآخذ عليه أكثر من عدد الكلمات التي استعملت في سرد أحداثه.
صحيح أنه عمل امتزج فيه الخيال مع الحقيقة ليخدم اهدافا معيّنة في ذهن الكاتبة، فكانت الخيول المجنحة والفرسان الملثمون الذين أرجعونا في الزمن الى الوراء، الى عصر كان يتسم بالعزة والمنعة والفخر، أمام واقع متردّ نعيشه، كله انبطاح وذلّة.
كل أماكن الرحلة مرمّزة وخاصة باب كيسان، الذي لا يعلمه كثير من المثقفين، ناهيك عن طفل ليس له من الثقافة إلا القليل القليل إن لم تكن معدومة، وأنه أحد أبواب دمشق القديمة. وبركة الأسود في غرناطة الأندلس، والأقل رمزيّة بغداد العراق الحبيب.
كان الهدف بعث الهمّة في نفس القاريء، وأن لكل أجل كتاب، وأن الفجر العربيّ قادم لا محالة، صحيح أن التاريخ لا يموت، ولكن ليس كل التاريخ صحيح، فلا يكون كاتب التاريخ إلاا مادحا أو قادحا، ولكن لجوء الكاتبة الى معالم مادية ثابتة يبعد عن قصتها الكذب والتزوير.
ولي ملاحظات أود أن أقولها باختصار:
* لن يستطيع الصغار قراءة هذا الإصدار بدون معاونة الكبار ولا أظن أن لدى الطفل الجلد على البحث والتنقيب في المراجع.
* الأخطاء اللغوية والإملائية قليلة جدا لا تتعدى اثنتين في نظري وهما كلمة يقرأون ليس على واو مهموزة يقرؤون. وجملة مدجّجين بالسلاح، والصحيح مدججين في السلاح. فالقنفذ مدجج في الشوك وليس بالشوك.
* ولولا أن كل ما جاء في الإصدار مجرد حلم، فالقصد التربوي والتعليمي بمغامرة الطفل الغير محسوبة وأخذه مسئولية قرار الذهاب في هذه المغامرة ومع فارس ملثم غريب وإن كان بمقام الجد، دون مشاورة أهله أو ذهاب أحد كبير منهم معه كان قرارا خاطئا ولا يُتأسّى به. فقد تودي بحياته أولا يعود. وكان على الكاتبة التنويه إلى ذلك، في أن الحلم يقع فيه احيانا أمورا لا يقبلها العقل ولا المنطق السليم.
*صدرت قصة الأطفال “صهيل الأصايل” عن دار الشامل للنشر والتوزيع في نابلس-فلسطين، وصاحبتها رسومات منال نعيرات.