عَقِيدَةُ مِصْر
محمود صبحي أبو الخير | مصر
يَومًا دَعَتْكَ لأَرضِ فَارِسَ قِمّةٌ
فَأَتَيتَ تَقْفُو خَطْوَكَ القَادَاتُ
الإنْتِخَابُ فَخَارُ كُلِّ مُسَوَّدٍ
وإِلى عُوَارِ الدَّهرِ صَارَ مُزَاةُ
حَقٌّ لِمُنْتَخَبٍ بأنْ تَزْهُوْ بِهِ
أُمَمٌ ، وأَنْ تُصْغِيْ لَهُ القِمَّاتُ
فَفَتَحْتَ أسْتَارِ اللِّقَاءِ بِدَعوَةٍ
وتَمَطَّرَت مِنْ فِيهِكَ الصَّلَواتُ
للمُصْطَفَى والصَّحْبِ تُعْلِي سُنَّةً
وعَقِيدَةً هِيَ فِي هَوَاكَ حَيَاةُ
إِمْرًا أَتَيتَ بِدَارِهِم ، لَم تَتَّئِبْ
بَلْ لَمْ تُخِفْكَ بِغَيظِهَا (الحَوزَاتُ)
أعْلَنْتَهَا في عُقْرِ دَارِهمِ ، فكَيــــــ
ــــفَ رَمَاكَ بالمُسْتَبْعدِ القَتَّاتُ؟!
لا أَنْتَ تَابِعُ مِلَّةٍ لَيسَتْ هَوا
كَ ، ولَا التَّشَيُّعُ عِنْدَنَا مَرجَاةُ
هَذِي عَقِيدَةُ مِصْرَ مِنْ أزَلٍ ، عَلَى
أبْرَاجِهَا للسُّنَّةِ الرَّايَاتُ
لا لَنْ يُغَيِّرَ هَدْيَهَا خَتْلُ الدُّهَا
ةِ ، ولَنْ تَكُونَ بِأَرضِهَا (العَتَبَاتُ)
أومَا رَأَيتُم حَاذِقًا يَقُظًا ، ومَا
يُعمِيهِ عَنْ هَادِي النِّصَالِ سُباتُ؟!
قَبَسَتْ يَدَاهُ ذَكَاءَ فُرسٍ مَا اكْتَوتْ
وتَوزَّعَتْ مِنْ فَيئِهَا الشُعْلَاتُ
لم يَعْتَزِلْ فِي مِحصَنٍ أو تُخْفِهِ
عَنْ مُفْزِعٍ – مِثْلَ النَّعَامِ – لَطَاةُ
ولَطَالَمَا ظَلَمَ النَّعَامَةَ سَائِرٌ
فَبِصُنْعِها تُسْتَجْلَبُ الأصْوَاتُ
تِلْكَ السِّياسَةُ لَو عَرِفْتُمْ مَكْرَها
ومِنَ السِّياسَةِ حِنْكَةٌ وأَصَاةُ
الإنْفِتاحُ رَكِيزَةٌ فِي لِعْبِها
وعَلَى الخَدِيعَةِ دَارَتِ اللُّعْبَاتُ
فِي عُصْبَةِ الأممِ ارْتَقيتَ مَكَانَةً
ضَنَّتْ جَلالَتُها عَلَى مَنْ فَاتُوا
كَانُوا إذَا حَضَرُوا كَأنْ لَمْ يَحضرُوا
وإِذَا لَغَوا لا تُسْتَسَاغُ لَغَاةُ
لكنْ وقَفْتَ عَلى المِنَصَّةِ باذِخًا
وتَرَقَّبَتْ كَلمَاتِكَ الحَلقَاتُ
فَتَلَوتَ آيًا وارتَضَيتَ مُحَمَّدًا
فَبِحُبّهِ إنْ رُمْتُمُ القُربَاتُ
ولِمَنْ تَبَجَّجَ أو أَرَادَ رسُولَنَا
بَغْضَاؤُنا ، وعَلَيهِمُ النِّقْمَاتُ
فَتَحَدَّرَتْ نَحوَ الجُمُوعِ مَهابَةٌ
وكَسَا تَجَالِيدَ الجَمِيعِ خَفَاتُ
لَمْ يَعْهَدوا مِنْ أُمَّةٍ مَرَدَتْ عَلَى
الخُذْلَانِ ألَّا يُتّقَى الخَوَّاتُ
كَانَ الكَرَى دَيدَانَها ، وإِلى الكُرَى
تَتَسَابَقُ الأحيَاءُ والأَمْوَاتُ
فاسْتَيقَظَتْ ، وتَمَلَّكَتْ مِنْ بَعْدِ أنْ
مَحَّى إِبَاهَا – في القُرونِ – طُغَاةُ
مَاعَادَ يُرهِبُها نُبَاحُ مُطَوَّقٍ
فَلَهَا ارتِقَاءٌ للعُلا وسَرَاةُ
المُخِلِصُونَ اليومَ فَوقَ عُرُوشِهَا
والخَائِنُونَ مِنَ المَهانَةِ نَاتُوا
قَدْ أورَثُوهَا مِنْ صَغَارٍ قَضَّهَا
فَتَيَتَّمَتْ فِي مَهدِها الحَيَوَاتُ
ومَقُولَةٍ لكَ لا أَزَالُ أُعِيدُهَا
مَا إِنْ تَحِنَّ إِلى الكَرَامَةِ ذَاتُ
لا لَسْتِ وحدَكَ غَزَّةٌ ، لا تَفْرَقِي
إِنَّا عَلَى مِصْرَ الأنُوفِ وُلَاةُ
فليُوقِفُوا سَفْكَ الدِّمَاءِ ويَرعَوُوا
لا تَنْزِلَنَّ عَلَيهِمُ العَضْبَاتُ
فَلَنَا بِغَزَّةَ حُرمَةٌ وعَشِيرَةٌ
ولَهُم نَوَاوِيسٌ بِها ومَمَاتُ
أوتَحْسَبُونَ بِأَنْ سَيَسْكُنَ نَبْضُنَا
أو يَنْجَلِيْ بَعْدَ الشُّمُوخِ سُكَاتُ؟!
أوتَحْسَبُونَ مِنْ اليَسَارِ رِضَاءَنَا
وإنِ اسْتَفَاضَتْ لِلْجِرَاحِ دِيَاتُ؟!
لا والَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ بِأَيْدِه
ولَهُ بِأوْصَافِ الكَمَالِ صِفَاتُ
فَنُفُوسُنَا تَوَّاقَةٌ لِمُقَدَّسٍ
ولَنَا بِهِ عَمَّا قَرِيبِ صَلاةُ
لا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعدِهِ
واسْألْ يُجِبْكَ الذَّكْرُ والتَّورَاةُ
كَمْ قَدْ طَويتُمْ كَشْحَكمْ وتُبُولَكُمْ
حَتَّى اشّتَكَتْ طَيَّ الكُشُوحِ رِئَاتُ
لَيسَ السَّلامُ لِمَنْ يَبِينُ فُجُورُه
إِنَّ السَّلامَ لِمَنْ دَعَتْهُ نَجَاةُ
ولِجَانِحٍ ، ومُسَالِمٍ ، حَفِظَ العهو
دَ ، ومَا امْتَطَتْ أَحلَامَهُ الغَدَرَاتُ
ولْتَسْأَلُوا التَّاريخَ هَلْ حَلَّتْ عَلى
أسْلافِكُمْ مِنْ عَطْفِهِ مَنْجَاةُ؟!
الدَّهْرُ يَاصُهْيُونُ عَلَّاكُ الجَبَا
بِرِ، وهْوَ فِي أَحوَالِهِ سَبَّاتُ
إنْ كُنْتَ فِي لَيلٍ كَأهْوَجِ غَارَةٍ
فَأَوَانُ ضَعفِكَ وانْتِهَاكَ غَدَاةُ
لا لا يَغُرَّكُمُ قَدِيمُ هَوَانِنَا
قَدْ كَانَ غَصْبًا ، والقَدِيمُ فَوَاتُ
تربَتْ أيَادِينَا لَئِنْ لَمْ تَفْدِها
أنْفَاسُنَا ونَفيسُنَا والذَّاتُ
نَحْنُ الّذِينَ إِذَا تَألَّمَ جَارُهُمْ
لَمْ تُثْنِهِمْ عَنْ ذِي الجِوَارِ فَلَاةُ
فالبَحْرُ جَاوَزْنَاه ، والإعجَازُ حَقَّـــــ
ــقْنَاهُ ، ولتُنْبِيكُمُ (إيلَاتُ)
لكِ غَزَّةُ المَدَدُ السَّرِيعُ ، ومِيرَةٌ
وَوِزَارَتِي ، وَرِجَالُهَا الأثْبَاتُ
لِيَعِيشَ فِي عِصَمِ السَّلامِ بَنُوكِ ، لا
تَعصِيهِمُ بِيَدِ اليَهُودِ عَصَاةُ
هَيهَاتَ غَزَّةُ أنْ يَنَالُوا شَأْوَهَم
فَثَرَاكِ لِلْمُسْتَأسِدينَ نَبَاتُ
وشُعُوبُنَا أَحلَاسُ خَيلٍ هَاهُمُ
غَرثَى إلى لُقْيَا العِدا و صُداةُ
هِيَ زَأْرَةٌ مِنْ ضَيغَمٍ وجِلَتْ لَها
أكْعَاؤُهُم ، وكَأنَّهَمْ عَانَاتُ
كَفَتِ الصَّدُوقَ عَنِ انْتَضَاءِ حُسَامِهُ
وكِفَاؤُهَا لَمْ تَجْنِهِ القُوَّاتُ
واليَومَ نَذْكُرُ قِيلَهُ ونُفُوسُنَا
حَسْرَى إِذَا مَا ضَجَّتِ الغَارَاتُ
والنَّاسُ أَشْتَاتٌ إِذَا وَدْقُ الرَّصَا
صِ هَمَى ، وغَطَّتْ أفْقَهَا الغَازَاتُ
آذَانُ يَعْرُبَ وقْرُهَا لَمْ يَلْتَئِمْ
أمْ أنَّها فِي الأصْلِ صَمَّاوَاتُ؟!
ماعَادَ غَزَّيٌّ يُثِيرُ شَفُوقَها
وإِنِ اسْتَوَتْ مِنْ فَوقِهِمْ مِسْحَاةُ
ذَهبَ الَّذِينَ يَهابُهُم أَعدَاؤُنَا
وأَتَتْ بِأثْوَابِ الخُنُوعِ ثُبَاتُ
يا ليتَني أدْرِي ، وسَوف إِخَالُ أدْ
رِي كَيفَ يُوصَفُ بالضَّلَالِ وُعَاةُ؟!
أو كَيفَ يُرمَى بالعَمَالَةِ مُخْلِصٌ
وبُسولُهُ وُبِقَتْ بِهِ الفَجَرَاتُ؟!
أَوَفِي (عَزِيزِي) لا يَزَالُ جِدَالُكُم
ويَلوكُهَا بِثُغُورِكُم شُمَّاتُ؟!
هَيَ غَدرَةٌ لمُصَحِّفٍ ، أو لَزْمَةٌ
لمَرَاسِمٍ ، ومِنَ الخِطَابِ لُغَاتُ
مَا كَانَ مِقْيَاسَ الوَلاءِ كِتَابُهُ
والفِعْلُ يَشْهَدُ لا هِيَ الفِريَاتُ
أَينَ الحَصَاةُ ، وأَينَ نُورُ قُلوبِكُم
أَينَ الرَّشَادُ، وأَينَ هِيْ المَنْهَاةُ؟!
أَينَ المَحَيصُ وقَدْ ورِثْنَا صُلْحَهُم
وتَعَاهُدًا طَالَتْ بِهِ السَّنُهَاتُ
قَدْ كَبَّلَتْنَا بِالحَدِيدِ شُرُوطُهُ
ومِنَ الشُّرُوطِ إعَاقَةٌ وثُبَاتُ
ياقَومُ إِنَّ المُخْلِصِينَ مَقَاصِدٌ
لِعَدِوِّكُمْ ، ونَوالُهُم مَدعَاةُ
نَفَذَتْ رِمَاحُهُمُ إِلى أَعرَاضِهِمْ
وهُمُ بأحْجَاءِ العُدُولِ ثِقَاتُ
فاعْرِفْ مِنَ الأعدَاءِ أيَنَ حُقُودُهم
ترسُو إِذَا فِي عَينِكَ الكُمُنَاتُ
دَومًا إِلى الأَبْرَارِ يَمْخُرُ كَيدُهُم
وعَلَى مَوَالِينَا لَهُم مِرسَاةُ
