من رعي الغنم إلى هوليوود
الفنان التشكيلي شمس الدين بلعربي | مستغانم – الجزائر
لم يسرد عنوان المقال كلّ شيء، فهناك الكثير لدى الفنان التشكيلي الجزائري شمس الدين بلعربي ليقوله لنا عن رحلته مع رسم ملصقات الأفلام الهوليودية، والعالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق فن الرسم، التي تخصّص بها، ولم يصل إلى ما وصل اليه إلا بالكدّ، والحفر في الصخر، رحلة الكفاح الطويلة والمريرة تلك رواها، برسالة تفيض ألما، بهدف نشرها، ولكي تكون تجربته درسا لكلّ موهوب عاش ظروفا صعبة، وقارعها، وانتصر عليها، عن بداياته يقول شمس” عشت في بلدية عين تادلس في مستغانم كنت أرعى الغنم مع خالي، رحمه الله، وبينما كنت أمارس تلك المهنة بدءا من سن الخامسة كانت تمر بجانبي صفحات الجرائد، فتجذبني الصور البرّاقة لنجوم السينما، فألتقط هذه الجرائد من على الأرض، وأتمعّن فيها، وأرسمها بالعود على الرمال، وعندما بلغت سن السادسة انتقلت إلى المدينة لكي أدخل المدرسة، وفي المدرسة بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي، و بدأت أعطي الأهمية لمادة الرسم أكثر من باقي المواد من الرياضيات والفيزياء”.
ولكونه من عائلة جدّ فقيرة اضطرّ إلى التوقّف عن الدراسة، لا ليعود إلى رعي الأغنام، بل للخروج إلى الشارع،وامتهان الرسم كحرفة من خلال تزيين المحلات التجارية، ونصب الديكورات، ولم يكن بالأمر السهل، فالشارع كان كثير القسوة عليه، ويستمر بسرد معاناته ويقول” خلال ذلك كنت أمرّ بجانب قاعات السينما، أشاهد الأفيشات، والصور الضخمة لنجوم السينما عند أبواب القاعة، وعندما أعود إلى البيت أرسم كل ما شاهدته على أوراق الرسم، والمشكلة إننا كنا نعيش في بيت واحد نطبخ فيه، وننام، وكنت أرسم في وسط هذا الضيق بصبر لعشرات السنين، وكانت الدموع تقريبا كل يوم في عيني.زد علي ذلك البيت كان مكسور السقف جزئيا، و كنا نعاني في فصل الشتاء، و أتلفت الكثير من رسوماتي بسبب المطر، وبدأت أفكر ارسال أعمالي الفنية الى الخارج، وفعلاً ارسلت كل الرسومات الي شركات الانتاج السينمائية عن طريق البريد، وواصلت المثابرة، والعمل، ولكن مرّت السنوات، ولم أتلقّ أيّ رد، وواصلت العمل في الشارع، و كنت أعمل، ورأسي يوجعني كثيرا كثيرا، لكن قاومت، وواصلت العمل بشدة، وعزيمة، لكنّ الألم لم يتوقّف لمدة شهر فتعجبت من ذلك و لم يكن عندي المال لكي أذهب لطبيب، فكنت أعمل من أجل شراء الطعام للعائلة، فأعمل في النهار، وفي الليل أبقى أتعذّب من شدة الألم، فأحاول أن أرسم في الليل، لكي أنسى ألمي، والأمطار تغزو البيت، وتدخل لتصل قدمي”
وأخيرا، ابتسم الحظّ له، فتلقّى رسالة من منتج ارجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود وعرف أعماله في الأوساط السينمائية، وبدأ يتلقّى الطلبات من المخرجين، والمنتجين، فعمل الكثير من ملصقات الأفلام العالمية يذكر منها
The News.. و Honor و Garra Mortal و Bucks of America
و الفيلم الوثائقي الكبير Chinese Hercules The BOLO YEUNG Story
وعرضت أعماله الفنية في مهرجان كان السينمائي الدولي، ومهرجانات الأوسكار، و سيزار ، ويضيف” حين شاهد أعمالي الممثل الهوليودي JIMMY GOURAD RAMADAN اتصل بي، ووعدني بتكريم خاص في الجزائر
وبعدها تمت دعوتي لمهرجان العالمي للسينما بمراكش كضيف شرف و دعاني الممثل الهوليودي الشهيرTONG POO الذي يعتبر من أساطير هوليوود، و له أفلام شهيرة رفقة روجي مور، وفورست ويتاكير، وآخرين، واتفقنا على مشروع عمل، وبعدها جاء وفد من خبراء سينمائيين إلى الجزائر، وكان رئيس الوفد الممثل العالمي Jimmy RAMDAN GOURAD حيث كرموني في حفل كبير علي أساس اني اخر عربي، وافريقي، والعالم العربي مازال يصمم
ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق الرسم و الفن التشكيلي فحاولت نشر الثقافة الإسلامية و العربية في الأوساط الأوروبية و العالمية، و تم تسجيل اسمي في القاموس العالمي للسينما العالمية IMDB
كما تم تسجيل قصة حياتي إلى جانب عمالقة السينما العالمية في كتاب أصدرته مؤسسة هوليود العالمية ، كما كتب عن قصتي الممثل الهوليودي Vincent Lyn و تم تسجيل قصة مسيرتي الفنية في القاموس السينمائي العالمي BUKS OF AMERICA وتلقيت رسائل الشكر و العرفان و التشجيع من الكثير من الفنانين العالميين مثل دون ويلسن و ريتشارد نورتون و ستيوارت ياي وكثيرين، لقد تم نشر قصة مسيرتي الفنية من قبل مبعوث الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في افريقيا، والشرق الأوسط السيد Vincent Lyn ، في موقع idirzs8.wixsite التابع للمنظمة، وهو نجم هوليوود الشهير، وموسيقار عالمي، والعنوان الذي اختاره للمقال الذي تناول قصة مسيرتي هو ( صرخة فنان إفريقي الذي مزج الألوان بالدموع )”
إلى هنا تنتهي رسالة شمس الدين بلعربي، لكنّ طموحاته لم تنتهِ، ورحلة نجاحاته ستظلّ مستمرة، وسيبقى ملهما للكثير من شبابنا العربي الذين لم تكسر ظهورهم الظروف، بل قوّتها.