في ذيلِ العمر

رفعت زيتون | لقدس العربية المحتلة

قلْ لي،
ماذا يصنعُ ليثٌ
في ذيلِ العمرِ
إذا غدرتْهُ دروبُ الغابِ
وغادرهُ فيها الأحبابْ؟..
يتذكّرُ جبلًا كانَ يخرُّ
لزأرتِهِ..
يرتجفُ الليلُ
فتغلقُ منْ خوفٍ فيهِ
كلٌّ الأبوابْ..
يا هذا الليلُ
بلا نجمٍ
منْ فتحَ الغابةَ للأغرابْ؟..
يا هذا الليلُ
المتدفّقُ بردًا وصقيعًا
ما عدتُ أرى
أحداقَ ظباءٍ أعرفها،
تتقافزُ منْ حولِ سقوطي
أحداقُ ذئابْ…
أصرخُ ..
فيعودُ صدى صوتِ زئيري
يرتدُّ إلى صدري خيباتٍ
كسؤالٍ منْ غيرِ جوابْ…
فأخافُ أنا..
وأنا يكفيني كيْ أنكرَ صوتي
أنْ أسمعَ قلبيَ مضطربًا
ونعيقَ غرابْ…
أصمتُ.. أجلسُ.. أرفعُ رأسي
أهمسُ خوفًا..
وأغيبُ وقدْ سُلبتْ ذاتي
أبكيني في سلبٍ وغيابْ…
هلْ أهربُ تحتَ جناحِ الليلِ
إلى منفى؟
أغْباشٌ تلفحني وضبابْ…
وأنا منْ كنتُ أنا بالأمسِ
قبيلَ سقوطِ عريني
منْ فوقي،
وأقولُ إذا استأسدَ كلبٌ:
يا ليتَ الليثَ
يكون ترابًا منسيًا
منْ تحتِ ترابْ..

30\1\2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى