أحكيمة كانت خطاك

صفاء الكاتب | العراق

وأنت ترحل هكذا..
بلا توقيت ..
كالنهار الذي يجلب الظلمة..
ترحل…وتترك وجهها يطوف في الفراغ..
يدور كنواعير الشطئان.

ماذا لو أكملت معها دورة الحب الأخيرة..
ماذا لو أرجعت عقارب الساعة إلى الوراء قليلا..
كنت لتمشط حينها شعرها بأصابعك..
ولنامت مثل عصفوة الحقل على راحة يديك..
خجلى تجيء..
كحبة برد أذابها الهواء..
تعزف اسمك على أوتار قلبها..
كانت لتأتي رقصا على آثار خطاك..
بوجهها المعفر بالآس..
تتلألأ كالموج في الأفق البعيد..
تنام بين جنبيك كما تنام الأوز على أهداب المياه.

ماذا لوصبرت عليها قليلا..
لغنتك لحنا غجريا بكل كتب الشعر..
باغاني جيلها البريء.
وأنت ياهذا مازلت تكابر..وتكابر…
وهي التي تشتهي منك قبلة على جبين عمرك المقدس..
تعض بتلابيب أيامك المغادرة..
تشتهي لو أن بعض أيامها توقفت عن الدوران..
لو حتى تريثت قليلا..
لراودت عمرك على ليلة واحدة..
وباخر ماتملك من صوت..
تناديك..
تتراكم حولك كحبات المطر..
تشاطرك الليل..
نوحا وغناءا..
تغفو نشوانة على راحة يدك..
وتحلم..
تحلم أن تعانق مساءاتك هكذا والى الأبد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى