الهيبة وأقاصيص أخرى
صلاح عويسات | فلسطين
الهيبة
تأمّل الرّصاصة، حملها بين إصبعيه كعاشق، سحره بريقها، تعجّب كيف لرصاصة بهذا الحجم أن تنثر الرّأس وتفجّر القلب، بل وتلقي بأقوى الرّجال أرضا بلا حراك، حشاها وأخواتها في سلاحه اللامع، تمنّى لو يجربها، شكر أباه في قرارة نفسه، الذي أهداه المسدّس قائلا:\لا تحطها واطي لحدا، واللي بدعس على ظلّك ادعس على راسه.
خديجة
بعد صلاة الفجر،اتكأت على جذع زيتونة معمرة ،تفترش سجادة الصلاة ، تسبح، تغالب النعاس ،ويغالبها في انتظار شروق الشمس ،لتؤدي ركعتي الضحى ، فهما تعدلان الف صلاة ،فهذا هو المسرى المبارك ، اخذتها سنة من النوم ، استفاقت على اصوات تكبيرات ، كانت تعرف ان هذه علامة اجتياح الغربان، أصغت لعلها تسمع اصواتا اخرى… لم تجد، في النهاية قامت تشارك في التكبيرمع الذائدات عن حياض الامة .
قهر الرجال
سألت الصّغيرة أباها باستغراب: أبي هل أنت أحمق؟
تساءل الوالد: لماذا؟
قالت: تهدم بيتك بيدك كما بنيته بيديك!
أشعل الأب سيجارة وأدار ظهره لابنته ومسح دمعة غلبته.
التغيير
ذلك الشّيخ الذي عركته الحياة، يتململ ويقبض على لحيته وهو يرى ابنه يهاجم الفساد في خطبة الجمعة، يخاف عليه من بطشهم الذي جرّبه مرّات عديدة- كان السّجن بيته الثّاني-اﻵن هو ضعف، وهم ازدادوا فسادا وقوّة، وكاد التّغيير يصبح مستحيلا، لكنّها سنة الحياة ما تزال هناك دماء جديدة…سمع جلبة فانتبه،حدث ما كان يخشاه .
امتزج بالرّمال، ظنّها النّهاية فسارع إلى عيادة طبيب لاجئ، أخبره بالقصّة فطلب منه إحضار عيّنة، بعد فحص ذلك السّائل، أخفى الطّبيب ضحكتة قائلا: ويلنا منكم إن فهمتم، فكنزكم تحت أقدامكم .