المَشهدُ الرابِع
مصطفى مراد | مصر
وَتكوَّرت كالشمسِ في قلبِ المَدى
مِن حولِها كُلُّ الوجودِ توقَّدا
///
رَكنَت لحُضنِ أريكةٍ وتسمَّرت
في خاطري، صوتاً يرنُ لهُ صَدى
///
:- قُل ما تشاءُ فإنها مَسكونةٌ
بِالحرفِ تكتُبُها الرسائلُ مشهَدا
///
قَامت فسالَ الضوءُ مغشياً عَليـ
ــهِ وراكعاً متصدعاً وتهجَدا
///
مَطعونةً بالظّلِ لا ظِلٌ لها
ألّاهُ والوحيُ الجريءُ تَردَدا
///
مِن قبلِ ذلكَ والغِوايةُ ساورت
أطيافَهُ، إن راحَ عنها أو غَدا
///
تَنفي التواضُعَ ثم تُثبتُ عكسَهُ
يَتلازمانِ بها الضلالةُ والهدى
///
رَاحت تلفُ الطَرزَ حولَ بديعِها
وَبدا عليها مِن دلالٍ ما بَدا
////
تَهَبُ الحياءَ تبثُّهُ بتفنُنٍ
مَزهوةً كالوردِ اثقلَهُ النَدى
///
وَتَنفسَ الصبحُ المَهيبُ بعطرِها
وَوَريقِ أغصانٍ وطيرٍ غَرَّدا
///
هَذا يُشاكِسُها وذاكَ بحسرةٍ
لا تنتهي، والحزنُ فيهِ تأبَدا
///
لا يَصلحُ الوصفُ القليلُ بحقِّها
وَكثيرهُ فَضحٌ يُصَنَّفُ لو عَدا
///
لكنِّهُ نَظَري البَريءُ يَجرُّني
بِعيونِ لِصٍ ماجِنٍ وَتَمَرَّدا