قصة تقريرية.. تَخْطِيط دَقِيق
هادي زاهر | فلسطين
أفْرَزَتْ اَلِانْتِخَابَاتُ عام 1976 فِي مُخْتَلِفِ اَلْمُدُنِ فِي اَلْأَرَاضِي اَلْمُحتَلَّةِ، قِيَادَةٌ مُثَقَّفَةٌ وَشُجَاعَةٌ تُدْرِكُ رِسَالَتَهَا، مِمَّا أَزْعَجَ اَلِاحْتِلَالُ أَنَّ هَذِهِ اَلْقِيَادَةِ اِسْتَطَاعَتْ أَنْ تَنْقُلَ وَجَعَ أَهْلِهَا إِلَى مُخْتَلِفِ أَرْجَاءِ اَلْمَعْمُور.
وَكَانَتْ اَلْحُكُومَةُ قَدْ خَلُصَتْ فِي إِحْدَى جَلَسَاتِهَا اَلْأُسْبُوعِيَّةِ إِلَى نَتِيجَةِ مُفَادُهَا أَنَّهُ مِنْ اَلْمَفْرُوضِ اَلتَّخَلُّصِ مِنْ هَذِهِ اَلْقِيَادَةِ، وَلَكِنْ كَيْفَ؟ بَدَتْ اَلْحَيْرَةُ عَلَى وُجُوهِ أَعْضَاءِ اَلْحُكُومَةِ.
قَالَ وَزِيرُ اَلْإِعْلَام:
*اَلْمُهِمَّةُ فِي غَايَةِ اَلتَّعْقِيدِ خَاصَّةً وَأَنَّ اَلْحَدِيثَ لَا يَدُورُ حَوْلَ رَئِيسِ بَلَدِيَّةِ وَاحِدٍ، وَالْعَمَلِيَّةُ قَدْ تَحَدَّثَ ضَجَّةً عَالَمِيَّةً قوية.
قالَ وَزِيرُ اَلْحَرْبِيَّةِ:
-هَذِهِ اَلْعَمَلِيَّةِ بِحَاجَةِ إِلَى تَخْطِيطٍ دَقِيقٍ للغاية
وَفِي نِهَايَةِ اَلْجَلْسَةِ بَعْدَ نِقَاشٍ طَوِيلٍ تَقَرَّرَ تَكْلِفَةَ جِهَازِ اَلْمُخَابَرَاتِ لِتَوَلِّي اَلْمُهِمَّةِ، وَلَكِنَّ جِهَازَ اَلْمُخَابَرَاتِ كَانَ أَكْثَرَ حِكْمَةً، إِذْ قَرَّرَ أَنْ يُوكِلَ اَلْمُهِمَّةَ لِلْمُسْتَوْطِنِين لَا سِيَّمَا وَانْ اَلْعَمَلِيَّةِ لَيْسَتْ بِالصُّعُوبَة اَلْبَالِغَة مِنْ حَيْثُ اَلتَّنْفِيذ، ذَلِكَ لِأَنَّ رُؤَسَاءَ اَلْبَلَدِيَّاتِ هُنَاكَ لَا يَحُضُّونَ بِالْحِرَاسَةِ اَللَّازِمَةِ.
قَالَ مَسْؤُولُ اَلْمُخَابَرَاتِ لِلْعَمِيلِ مِنْ بَيْنِ اَلْمُسْتَوْطِنِين:
-نَتعَهَّدُ لَكُمْ بِالتَّغْطِيَةِ اَلْخَاصَّةِ، نُشِيرُ لَكُمْ إِلَى مَوْقِعِ مِرْآبِ كُلِّ سَيَّارَةٍ وَنَضْمَنُ لَكُمْ اَلِانْسِحَابُ اَلسَّرِيعُ.
قَامَ عدد من َالْمُسْتَوْطِنِينَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ بِتَفْخِيخِ سَيَّارَاتِ رُؤَسَاءِ اَلْبَلَدِيَّاتِ وَعِنْدَ اَلصَّبَاحِ اِنْفَجَرَتْ بَعْضَ اَلسَّيَّارَاتِ بَعْدٌ مُحَاوَلَةٍ تشْغِيلْهَا مِمَّا أَدَّى إِلَى إِصَابَةٍ بَعْضَهُمْ وَهُنَا كَانَ لَا بُدَّ مِنْ فَحْصِ بَقِيَّةِ اَلسَّيَّارَاتِ وَهِيَ مُهِمَّةُ اَلِاحْتِلَالِ. وَهُنَا وَجَدَتْ اَلْأَجْهِزَةُ اَلْمُخْتَلِفَةُ اَلْحَرِجُ خَاصَّةَ وَأَنَّهَا تُدْرِكُ بَانَ اَلسَّيَّارَةَ اَلَّتِي سَتُلْمَسُ سَيَتِمُّ اِنْفِجَارُهَا.. اِرْتَبَكَ اَلْمَسْؤُولِينَ خَاصَّةً وَأَنَّ اَلْوَقْتَ ضَيِّقٌ وَمِنْ اَلْمَفْرُوضِ أَنْ يَتِمَّ مُعَالَجَةَ اَلْأَمْرِ بِسُرْعَةٍ، لَحَظَاتٌ صَعْبَةٌ لِلْغَايَةِ مَرَّتْ عَلَى قِيَادَةِ اَلْجَيْشِ وَقِيَادَةِ اَلْمُخَابَرَاتِ وَبَدَا اَلْحَرَجُ وَاضِحًا فِي قَسَمَاتِ وُجُوهِهِمْ وَأَخْذِ اَلْبَعْضِ يَنْفُخُ أَنْفَاسَهُ بَعِيدًا وَوَسَطَ هَذِهِ اَلْأَجْوَاءِ اَلْمُكَهْرَبَةِ تسائل أَحَدُ اَلْمَسْؤُولِينَ:
-هَلْ نُفَجِّرهَا مِنْ بُعَيْدٍ؟
فرد اخر:
*إِنَّ مَكَانَ تَوَاجُدِهَا لَا يَسْمَحُ بِذَلِكَ، قَدْ يَحْدُثُ ذَلِكَ دَمَارًا كَبِيرًا
قَالَ ضَابِطٌ آخَرُ بِصَوْتٍ مُتَوَتِّرٍ
-وَمَا اَلْعَمَلُ إِذْن؟
عَلقَ ضَابِطٌ آخَر
*لَيْتَ مَا حَدَثَ لبسام حَدَثَ لِمُلْحِمْ.
ثم قَلْبَ شَفَتَيْهِ وَهَزَّ رَأْسُهُ يُمْنَةً وَيُسْرَةً وَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ:
• وَجَدَّتُهَا.. وَجَدَّتُهَا.
اِلْتَفَتَ إِلَيْهِ اَلْجَمِيعُ فَأَكْمَلَ قَائِلاً:
– نَسْتَدْعِي خَبِيرُ مُتَفَجِّرَاتٍ مِنْ – اَلْأَغْيَارِ – لِيُفَكَّكِهَا.
اِنْفَرَجَتْ أَسَارِيرَهُمْ وَاشْرَأَبَّتْ أَعْنَاقَهُمْ قَلِيلاً وَنَظَرِ وَأَحَدَهُمْ فِي عُيُونِ اَلْآخِر.
قَالَ أَحَدُ اَلضُّبَّاطِ وَهُوَ يَقُولُ بِحَرَكَةٍ تَنِمُّ عَنْ إعجَابٍ وتَصْمِيمٍ:
أنَّهَا فِكْرَةٌ رَائِعَةٌ.
تَمَّ اِسْتِدْعَاءَ اَلْخَبِيرِ وَاسْتِقْبَاله بِمُعَانَقَتِهِ اَلْحَارَّةِ.
قَالَ لَهُ أَحَدِ اَلضُّبَّاطِ بَعْدَ أَنْ شَرَحَ لَهُ اَلْمَوْضُوعُ وَأَخْذٌ يَرْفَعُ بِقَبْضة يَده:
انْتَ اَلْبَطَلُ اَلْمِغْوَارُ، وَأَنْتَ فَقَطْ أَنْتَ، إِنَّنَا نُحِبُّك وَعَشِيرَتَكَ غَايَةَ اَلْحُبِّ وَنُقَدِّرُ تَضْحِيَاتِكُمْ، أَنَّ جَمِيع مِنْ هُنَا جُبَنَاء لِذَلِكَ تَمَّ اِخْتِيَارُكَ لِلْقِيَامِ بِهَذِهِ اَلْمُهِمَّةِ.
اِنْدَفَعَ اَلْخَبِيرُ نَحْوَ اَلسَّيَّارَةِ وَمَا أَنَّ لَمْسَهَا حَتَّى اِنْفَجَرَتْ بِهِ.