عبد الرزاق الربيعي في حوار استعادي مع الفنان الراحل مؤيّد نعمة

الحوار منشور على صفحات جريدة (الجمهورية) البغدادية في عام 1993

مؤيّد نعمة: لعبة الكرة الأمريكية أول فلم كارتوني عراقي

مازلنا نتذكر بداية السبعينات عندما عرض تلفزيون العراق أول فلم كارتوني عراقي كان اسمه ( لعبة الكرة الأمريكية)، وأذكر كذلك أن الصحافة باركت تلك الخطوة الجريئة وعدّتها بداية لصناعة أفلام متحركة عراقية، مؤيد نعمة الاسم الوحيد الذي علق في ذهني من الأسماء التي شاركت في تنفيذ الفلم، ربما لأن اسمه كان يتردّد بيننا كثيرا ذلك الوقت عندما كنا نتابع رسوماته في مجلة الأطفال (مجلتي) لذلك توجهت إليه وسألته عن الفلم؟
فأجاب –
عام 1973 كتب المخرج (فكتور حداد)سيناريو لفلم روائي يحوي على نوع من ((الفنطازيا)) فوجد أن تنفيذه لا يجسّد له الفكرة، فاقترح أن يكون الفلم كارتونيا، فاتصل بي مباشرة مصوّر الفلم (جورج يوسف) وطلب أن ننفذه، فوافقت بسرعة لأننا كنا من أشد المتحمّسين لفكرة انتاح فلم كارتوني ولمعرفه تقنياته بشكل عملي.

ماذا عن الظروف المحيطة بالعمل من الناحية التقنية؟
– بدأنا العمل بأدوات بسيطة جدا لكنها كانت تفي بالغرض
-وكم أمضيتم في رسمه ؟
استمر العمل في الفلم 120 يوما كان العمل فيه متعبا حيث رسمنا(35) الف صورة برغم أن طول الفلم(11) دقيقة فقط، ذلك الرقم يوضح لنا طبيعة العمل الشاقة، لأن الثانية الواحدة تحتاج الى (24) لقطة

-وكيف نفّذتم العمل ؟
كونّا فريق عمل شاركني فيه أصدقاء رسامون من طلبة معهد الفنون الجميلة والاكاديمية، وفي احدى المرات بقينا نعمل ثلاثة أيام متواصلة بلا توقف
-وما فكرة الفلم ؟
يتحدث الفلم -وهو موجّه للكبار- عن صراع الأنظمة العربية مع الإمبريالية الأمريكيه والخيانات العربية
تجسّد هذا الصراع على شكل اهداف
فخيانات العرب أهداف ضد العرب
لكن المكتسبات وكان اهمها تأميم النفط أهداف ضد الفريق الامبريالي
وتركت نهاية الفلم مفتوحة لتسجيل اهداف متتالية ضد الفريق الامبريالي

-وماذا عن ظروف عرضه ؟
عرض الفلم مرتين في التلفزيون احداها في الذكرى الثانية لتأميم النفط، وكان من المقرر مشاركته في أفلام وبرامج (مهرجان فلسطين الأول )لكن ظروف العمل القاسية اخرت انجازه الى ثلاثة أسابيع بعد المهرجان.

-ولماذا لم تكرروا التجربة بعد ذلك الفلم ؟
عمل الفلم الكارتوني صعب والأدوات التي نمتلكها لا تفي بالغرض ولا تساعد على تنفيذ افكار فلم بشكل كامل قياسا الى ما نشاهده من افلام اجنبيه يعتمد اغلبها في الانتاج على ( الكمبيوتر) وفريق عمل واسع
فمؤسسة (والت دزني) مثلا اشبه بمدينه لأنها تحتوي على(25) الف عامل
لذلك لا يمكن صناعه فلم كارتوني عراقي حاليا
لأن فلم الكارتون يحتاج الى فريق متخصص واجهزة حديثة وخبرة برسوم الكاريكتير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى