لا مكان انسكب فيه

زكريا شيخ أحمد | سوريا ألمانيا

 

عرضت نفسي على مائة مصنع ؛
لم يأخذني أحد. .
افهمتهم اني لا أريد أي مقابل ؛
لكنهم لم يقبلوا بأخذي .
عرضت عليهم أن أكون فأر تجارب ؛
لكنهم لم يكترثوا لعرضي .
طلبت منهم أن يعاملوني معاملة النفايات
لكنهم لم يستجيبوا لي .
شرحت لهم أنه لا بد
سيعثرون على شيء نافع مني؛
لكنهم لم يستمعوا لي .
مائة مصنع ألماني لإعادة تدوير النفايات
اشاحوا بوجوههم عني .
قالوا لي أني خردة غير نافعة .
حطام لم أعد صالحا للتدوير
من كثرة تدويري .
طلبت منهم أن يدفنوني
فأتحلل و أتحول لسماد ؛
لكنهم رفضوا دفني .
قالوا لي أني لا أساوي شيئا .
لا أساوي حتى تكلفة دفني .
اوصدوا أبوابهم بوجهي و طردوني .
ليتني كنت معدنا أو خشبا ،
زجاجا أو كيسا من الورق أو النايلون .
ماذا أفعل الآن في هذا الليل البارد
دون مكان انسكب فيه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى