أنا وأنتِ
وليد حسين
أنثى بنفثِ الجوى تبدو مجلجلةً
تفترّ حيناً لصوتِ الناي والنَغمِ
///
قد راودتني بصمتٍ عن ملامحها
لها من الحُسنِ ما أثرى من النعمِ
///
بين اصطبارٍ خجولٍ بتُّ أعرفها
لمّا انتبهتُ إلى إشراقة القممِ
///
لها انثيالُ جوىً أودى بمُتّسعٍ
في شائكٍ موقدٍ ينسلُّ من حِممِ
///
تَقتادُ حزناً تمطّى دونَ غايتهِ
حيثُ العقوقُ وكم أسرى بِمُحتدمِ
///
لكنّ وهجاً دنا من بعد محنتها
يعانقُ الجرح مشدوداً إلى الألمِ
///
كنّا صغاراً يشيدُ الربُّ من فمها
خيطَ الرجاءِ وما أودى بمعتصمِ
///
ولم أنمْ .. ليتني غادرتُ شاردةً
لي غفوةٌ تحتمي بالظلِّ والعدمِ
///
يبقى التفرّدُ معقوداً بساحتها
مذ داهمَ الشوقُ شيخاً غير متّهمِ
///
وكم أباحَ لنا من بعدِ جانحةٍ
ذاك الغرامُ تجلّى عند ذي هِمَمِ
///
وما بَعُدنا ولكنّ التي نزحتْ
من هولِ صدٍّ تكيلُ الصبرَ في الذممِ
///
قد عاثَ عمراً ..ولم تهدأ بواعثُهُ
دونَ ادّعاءِ سقيمٍ جدّ في الهَرَمِ
///
لا لن أكونَ بعيداً عن مباهجِها
يوم التقينا أفاضتْ خلفَ مبتسمِ
///
قد حدّثتني ..وما أخفتْ مشاعرها
حسبُ العذابِ يميدُ القلبَ بالسقمِ
///
وشاءَ يُمسكُ من أشتاتِ خيبتهِ
ذاكَ البريقُ تدلّى دون مغتنمِ
///
آنستُ قلباً تفرّى دون ضحكتِها
لحناً أزاح غبارَ الحزنِ والقَتَمِ
///
ولن يغامرَ لولا ارتوى فرحاً
وكانَ يهزجُ في ملتاعةِ الشِيمِ
///
وباتَ يُدركُ ما قاسيتَ من دنفٍ
إنّي مقيمٌ بلا أحقادِ مُنتقمِ
///
لاتمطريني فلن أخشى سوى قلقٍ
قد كادَ يَهدِرُ عذبَ الريقِ والديمِ
///
صُبّي عليَّ نهاراتٍ بما اتّسعتْ
كحاملِ النزفِ قد يُبتزّ من ورمِ
///
ذنبي تجلّى أنا في الحبِّ ممتعضٌ
مازلتُ أسعى بقلبٍ دونما بَرَمِ
///
بين انتظارٍ وبعض الشكِّ ساورني
يا ويحَ قلبٍ .. بغير البعدِ لم يقمِ
///
إنّي جسورٌ .. وقلبي قد رأى شغفاً
إذا أبانَ سبيلاً كيف لم يَهِمِ ..!
///
فهل تورّطَ .. في إذكاءِ رغبتهِ
أم كانَ يلعنُ جورَ النفسِ في النَهَمِ
///
عاهدتُ ربّي .. ولي عهدٌ بذمتهِ
وقد توارى سحيم الوجهِ واللَمَمِ
///
ألّا أفرّطَ في حبٍّ سلوتُ به
ولن أبيتَ بحيٍّ ماجَ بالقسمِ
///
أنا وأنتِ .. تجلّى بيننا أملٌ
في حالك الدربِ ضوءٌ بانَ في الظُلَمِ
///
أنا وأنتِ .. رغبنا في منادمةٍ
في ناعسِ الصبحِ تهنا دونما كَلمِ