عن الحزن السعيد
ثناء حاج صالح | ألمانيا
.
سُئِلتُ عن الحُزنِ السَّعيدِ ومَا بِيا
شـَهِـيَّـةُ أشـعـارٍ تَرُدُّ جَوابِـيـا
||
لَعَمْرُكِ ما الحُزنُ السَّعيدُ بِجُملَةٍ
تُقالُ إذا صاغَ الكلامُ خِطابِيـا
||
وليسَ كأسرابِ اليَمامِ تَجمَّعتْ
لتَصْعَدَ مِنْ قَبلِ الرَّحيلِ رَوابِيا
||
هو الفَرَحُ المَأزومُ يَومَ تَعَلَّمَتْ
يَدايَ على هابيلَ ذَرَّ تُـرابِيـا
||
وما لِيَ مِنْ ثَأرٍ سَعيتُ لأخذِهِ
فَأدفِنَ مَنْ أهدَى إليَّ مُصَابِيا
||
ولَكِنَّ مَنْ أغْرى الغُرابَ بِبَحْثِهِ
تَعَهَّـدَ تَعليمَ الطُّقُوسِ غُـرابِيا
||
فها أنا أُعْطِيتُ السَّلامَ مَثُوبـَةً
وها أنا يَقْضِيْ لِيْ القُضاةُ عِقابِيا
||
وأهْرُبُ مِنْ شَّمْسٍ نَسَجْتُ خُيوطَها
لأنَّ شَـفِيفَ النُّورِ صارَ حِجابِيا
||
فَأَعقَـلُ ما أدرِيهِ أنَّيَ كُلَّمَا
فَرَرتُ مِنَ التَّيـَارِ مَرَّ بِبابِيا
||
وأغْفُلُ ثُمَّ النَّومُ يُوقِظُ غَفْلَتِي
وتُفقِدُنِيْ الأحلامُ بَعدُ صَوابِيا
||
ومِثْلُ تَحَدِّيْ اللَّيْلِ حينَ ظلامُهُ
يُقاوِمُ في العَتْماتِ عُودَ ثُـقابِيا
||
وأسْعَدُ مِنْ ذا الحزْنِ أنَّيَ أشتَهي
قَساوَةَ تَحْمِيلِ الكلامِ عِتابِيا
||
مَلأْتُ كؤوسَ الحُزْنِ حينَ صَبَبْتُها
لِخَزْنِيَ أحْزاناً مَلَأْنَ خَوابِيـا
||
فَما عِفْتُ لِلْإيثـارِ غَيـرَ ثُمالةٍ
تَظَلُّ بِقَعْـرِ الكأسِ بَعْـدَ شَرابِيا
||
سَأُرْجِعُ لِلْتَّرحالِ بَعْضَ قـِبابـِهِ
لِيُرْجِعَ ليْ التَّرحالُ بَعْضَ قِبابِيا
||
خَلَوْتُ بِهِنَّ الدَّهْـرَ أكتُبُ قِصَّةً
فَهلْ قَرَأَ الإنْسانُ حَرفَ كِتابِيا
||
أُزِيحُ عَنِ الْحُزْنِ السِّعيدِ ضَبابَهُ
فَيُلْبِسُنيْ الإغْراقُ فِيهِ ضَبابِيـا
.