القدس عبر التاريخ.. فلسطين في الذاكرة

د. حنا عيسى | أستاذ القانون الدولي – فلسطين

القدس ليست خيمة عربية ضاعت فردد شاعر أنفاسها.. القدس ليست قصة وهمية تذرو الرياح الذاريات كلامها.. القدس تولد من هنا شمسها ومن الروابي يحتسين ضرامها ومن العقول وقد تبلج نورها ومن الحضارة ركزت أعلامها.

القدس من المدن الكنعانية التي  يعود تاريخها إلى 4500 سنة قبل  الميلاد. وتبلغ أسماء القدس حوالي 30 اسما وأكثرها شهرة هي:

1- أورشالم: وهي تسمية كنعانية واسم أورشالم مكون من مقطعين: أور- وتعني في الكنعانية والأرامية النور، وشالم – ويعني في الكنعانية العافية، الكامل، السلامة، أي أن أور شالم تعني (النور والعافية، والنور الكامل ، والنور والسلامة)، وشالم هو إله كنعاني متخصص بشفاء الأمراض بزيت الزيتون، وهو أحد الاّلهة الكنعانية السبعة وقد عثر على معبد له في أوغاريت في سورية، وقد دلت حفريات ايبلة بسوريا على أن أورشالم هي احدى الممالك الكنعانية التي تعود الى نهاية عصور ما قبل التاريخ .

ورد اسم أورشليمو في فسيفساء من عهد إمبراطورية حمورابي البابلية (2002-1950) قبل الميلاد .

ورد في الكتابات المصرية روشا ليموم في نصوص اللعنات المصرية التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد، وفي رسائل تل العمارنة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وكانت مرسلة إلى ملك مصر أخناتون من ملوك اورشليم.

كما وردت في التوراة بأسماء عديدة شاليم ، مدينة اللد ، مدينة القدس ، مدينة العدل ، مدينة السلام ، يبوس ، ومدينة اليبوسيين.

2- يبوس: وهو اسم الجد الأكبر لقبيلة اليبوسيين الكنعانيين التي أنشأت مدينة القدس، وقد ورد اسم يبوس في الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية تحت اسم (يا بثي، يا بتي ) وهو تحريف للاسم الكنعاني يبوس أو يبوسي.

3- القدس: من أهم ملوك القدس الكنعانيين مليكا صادق، وأدوناي صادق حوالي (2000-1800 قبل الميلاد )، وكان مليكا صادق ذا ميول دينية فقد بنى في القدس معبدا سماه بيت القدس، تحور الاسم  تاريخيا الى بيت قدس، بيت المقدس، ثم القدس .

4- إيلياء: يعود تاريخه الي 135 ميلادية ، وهو اسم الامبراطور الروماني ايليا كابيتولينا هدريانوس، وهذا الاسم أصلة كنعاني مأخوذ من اسم ابي الالهة الكنعانية ايل ، ويبقى هذا الاسم حتى دخول الخليفة عمر ابن الخطاب القدس ، وسميت الوثيقة الموقعة بين الخليفة عمر بن الخطاب والبطريرك صفرينيوس باسم الوثيقة العمرية ، واسم القدس ايلياء في الوثيقة.

أبواب القدس:

القدس سبعة أبواب مفتوحة ، واربعة أبواب مغلقة.

الأبواب السبعة المستعملة:

1-         باب العمود.

2-         باب الساهرة.

3-         باب الاسباط.

4-         باب المغاربة.

5-         باب النبي داوود.

6-         باب الخليل.

7-         الباب الجديد.

أبواب القدس المغلقة:

باب الرحمة: ويسمى أيضا بالباب الذهبي، وذلك لجماله ورونقه، ويقع على بعد 200م ، جنوب باب الأسباط  في الحائط الشرقي للسور ، ويعود تاريخه للعصر الأموي .

أما الأبواب الثلاثة الأخرى المغلقة: فتقع في الحائط الجنوبي من سور القدس، قرب الزاوية الجنوبية الشرقية.

أسوار القدس:

عثر في مدينة اليبوسيين الكنعانيين (القدس) على سور ضخم بلغ عرضه تسة أقدام، وهو يمتد في احد جوانب المدينة لمسافة 49 مترا، وأمامه خندق عرضه 11مترا، ويعود تاريخة الي القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وتشير كاثلين كينيون العالمية الأثرية إلى أن اليهود استخدموه عندما احتلوا مدينة اليبوسيين في القرن العاشر قبل الميلاد.

يحيط بمدينة القدس القديمة سور قديم  يبلغ محيطة خمسة أميال ومتوسط ارتفاعه 40 قدما ، وعليه 34 برجا، وله سبعة أبواب هي: باب المغاربة، باب النبي داوود، باب الخليل، الباب الجديد، باب الساهرة، باب العامود، وباب الأسباط .

ويعتقد بأن اليبوسيين الكنعانيين هم من بني السور القديم (حوالي 2000 قبل الميلاد )، وهدمه نبوخذ نصر عام 586 قبل الميلاد ثم بناه هيرودوس الأدومي الكنعاني، ثم هدمه القائد الروماني (تيطس) سنة 70م، وان صلاح الدين الأيوبي رمم أسوارها وأقام عليها العديد من الأبراج، وحفر حول السور خندقا، والسور الحالي جدد زمن السلطان سليمان العثماني سنة 1542م.

الآثار الإسلامية في القدس:

1-         المسجد الأقصى المبارك.

2-         حائط البراق.

3-         الخانقاه الصلاحية .

4-         برج اللقلق.

5-         تكية خاصكي سلطان .

جبل الزيتون (جبل الطور):

يقع هذا الجبل في شرق القدس، وقد شهد نزول معظم الجيوش التي قدمت لفتح القدس.

نزل عليه القائد الروماني (تيطس) بجيشه، وجيوش المسلمين عندما حاصرت القدس ،ودخلها الخليفة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح سنة 637م، وكذلك صلاح الدين الأيوبي سنه 1187م، والسلطان الظاهر بيبرس سنة 1260م.

وعلى جبل الزيتون، يوجد قبور شهداء المسلمين من عهد عمر بن الخطاب إلى الآن، ومنها قبر رابعة، وقبر سلمان الفارسي، وعلى سفح جبل الزيتون الكثير من الأديرة والكنائس التي لها علاقة بالسيد المسيح وايامه وكنيسة الجثمانية هي المكان الذي قضى فيه السيد المسيح اخر ايامه متعبدا متالما ، وفيها حديقة وثماني أشجار من الزيتون، يقال إنها ترجع في أصلها إلى الأشجار التي شهدت أيام السيد المسيح، وكان يأوي إليها هو وتلاميذه للنوم والراحة.

مدارس بيت المقدس الدينية:

انشئت زمن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وعددها في القدس سبعون مدرسة، وكانت تمنح شهادات مثل الأزهر الشريف في القاهرة، وتقدم تعليما دينيا في الاساس على مستوى جامعي، أي إنها كانت بمفهوم اليوم كليات دينية.

مؤسسات الطرق الصوفية:

1-         في القدس كان 12 رباطا.\خوانق القدس وعددها سبعة.

2-         الزوايا الدينية وعددها في القدس 54 زاوية.

3-         دور الكتب في بيت المقدس وعددها أربع .

4-         مكتبات الأسر المقدسية والمكتبات الخاصة الأخرى ، وعددها تسع .

الآثار الدينية المسيحية في القدس، وهي قديمة وكثيرة وأهمها:

1-         كنيسة القيامة.

2-         كنيسة الجثمانية.

3-         كنيسة ستنامريم.

4-         كنيسة القديسة حنه.

5-         كنيسة العذراء.

6-         كنيسة الصعود.

7-         كنيسة الحبش.

8-         كنيسة مريم المجدلية.

9-         كنيسة مارخرفسيس.

حارات القدس:

حارة السلسة، حارة الواد، حادة اليهود، حارة المغاربة، حارة السعدية، حارة النبي داوود، حارة باب حطة، وحارة الشرفا.

أسواق القدس:

عديدة واهمها : سوق العطارين، سوق القطانين، سوق اللحامين، سوق السلسلة، سوق خان الزيت، سوق حارة النصاري، سوق باب العامود والسوق الكبير.

مساجد القدس:

اهتم المسلمين ببناء المساجد ، ووقفوا عليها الاوقاف الاسلامية التي لا يمكن التصرف بها ،حتى تبقى القدس الاسلامية أب الدهر. وسنة 1670م زار القدس الرحالة التركي (أوليا التركي) فقال: القدس  فيها 240 مسجد للصلاة، و6 دور للحديث، و10 دور لتعليم القرأن وتحفيظه، و40 مدرسة للبنين ، و6 حمامات، و18 سبيلا للماء، وتكايا لسبعين طريقة إسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى