دروب الحق
علي موللا نعسان | سوريا – النرويج
أخفى اللئامُ وجوهَ الحقِّ في عَفْرٍ
و غابَ عنْ رشدِ فكرٍ عاثرٍ صدقُ
||
و الحقُّ جافى خفايا غفلة الأرطى
و الظلم عاثَ على ما زكَّه الخلْقُ
||
و الجورُ زجَّ ضمير العقلِ مهتاجاً
في حجرةٍ شابها التعتيمُ و الخرْقُ
||
و البغضُ خلَّى جُموحَ الفِكْرِ في فوضى
كما الدثارُ الموشَّى صابهُ الحرقُ
||
و النفسُ حابتْ نوايا مرتجى وعدٍ
و الليل سجَّى على ما بثَّه الشوقُ
||
و عبرَ هَتْفِ شفاهٍ رابها كَرْبٌ
هلَّتْ مُروجُ الصَّدى يغْتالها الوَدْقُ
||
تعالتِ الريحُ و الأصواتُ في غمٍّ
سطا على منْ حباهُ في النَّدى حقُّ
||
و الصبرُ زكَّى النهى في مُلتقى فِكْرٍ
و الرشدُ رامَهُ أهلُ الدارِ و الخَلقُ
||
تسابَقَ الرَّوْعِ في مكرٍ على سِلْمٍ
كما الطريقُ المسوَّى جالهُ عفقُ
||
سهامُ قوسِ الردى صابتْ عرى أرضٍ
و الغولُ راحَ يحيدُ ما وعَتْ خُلْقُ
||
دُروبُ رأبِ الحِمى أضْنى سُوى جوْلٍ
و السَّفْحُ راحَ يشي ما رامتِ الوُرْقُ
||
و النبعُ هامَ يعيدُ الغرسَ في حقلٍ
يضفي الحقائقَ روحاً رابها العَلْقُ
||
جموعُ أهلِ النوى حابتْ حِجا هَجرٍ
و الغصنُ ماسَ يعي ما سوّلَ الرزقُ
||
و الرعبُ دارَ على تغريبةٍ تاهتْ
على جبين الورى إذْ راقها الهرْقُ
||
و العدلُ راحَ يُواسي مُلْتَقى خيرٍ
فاغتالهُ في بَرى أرْضِ الوغى الأفْقُ
||
فراحَ النُّهى يقتفي الخفَّاقَ في بوحٍ
فَهَزَّ شَملَ الصُّوى فيما يعي الرَّوْقُ
||
و العزمُ راحَ يَجِلُّ النفسَ في العُلا
يُضْفي الشمائلَ عِطْراً شبَّهُ الدَّفْقُ
||
و الوردُ عضَّ على الأحلامِ في روضٍ
يحنو عليهِ الندى إنْ راقهُ الذَّوقُ
||
و واردُ العشقُ لا يدعو إلى بغضٍ
و لا تضيعُ الخُطى إنْ حثَّها الشَّوقُ
||
إذا الكرامُ سعوا في نُصْرةِ المرضى
لاقى الضَّعيفُ شُعوراً وافهُ العِتْقُ
||
فمنْ توانى و أرضى البطنَ في صحنٍ
فقدْ أضاعَ القِرى فيما تَهي الحُمقُ
||
و من تعافى و وَشّى العَيْنَ في جودٍ
فقد أزاحَ القذى فيما يصي النطقُ
||
و من أجادَ الهُدى في دوحةِ المَرمى
فقد أشادَ النُّهى فيما يمي الخَلْقُ
||
والعقلُ مِنْ بَغْتةِ الآمالِ في مَرْجٍ
كما حقولُ النهى قد دوَّها الفسقُ
||
و الكونُ منْ عَثْرَةِ الانسانِ محتجُّ
يطغى عليه الدجى المختالُ و الحبقُ