ماذا تعرف عن تبادل ( الواو ) و( الفاء ) في العظف في القرآن؟
ماجد الدجاني / فلسطين
تفكر وتدبر اقرأ معي قوله تعالى :﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ° وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ° وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً ° فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً °فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾[ النازعات: 1- 5]. فقد عدل هذا السياق عن ( الواو ) في قوله :﴿ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً ﴾ إلى (الفاء) في قولـه :﴿ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً ° فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ﴾ . ولو اطرد السياق على نمط واحد ، لكانت: والسابقات سبقًا ، والمدبرات أمرًا) .
عطف القرآن بين ذوات هذه الطوائف المختلفة بـ( الواو) .
فكانت (الواو)- في هذا السياق- لعطف الذوات ، و(الفاء) لعطف الصفات، فدل العدول عن (الواو) إلى (الفاء) أن هذه الطائفة من الملائكة هي طائفة واحدة، تتصف بصفات متعدِّدة، لا طوائف مختلفة؛ وإنما دلت (الفاء) هنا على تعاقب هذه الصفات وتتابعها .
وهو ما يرد أيضًا في قوله تعالى:﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً ° فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً ° وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً ° فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً ﴾[المرسلات: 1- 5] ؛ إذ جاء العدول عن (الفاء) في قوله تعالى :﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً﴾ إلى (الواو) في قولـه تعالى :﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً﴾؛ ليفرق بين طائفتين من الملائكة، فما قبل (الواو) يمثل طائفة مستقلة في الملائكة مهمتها الإرسال والعصف ، وطائفة أخرى جاء ذكرها بعد ( الواو ) مهمتها النشر والفرق وإلقاء الذكر