نسطالجية طينية

عزيز فهمي | كندا

 

في بينتا القديم
وجدت خطوي الصغير
يمشي مَزْهُوًا على الحصير
يبحث عني في تيه السنين
في ضحك الماعون على رائحة الجوع
في فرحة الخبز
في مناديل من الحنين
وجدت يدي على الجدار
تُلَوِّح لقدومي ليل نهار
تَشُدُّ ما يفصل زمني عن زمني
وكانت الريح تغني
في شقوق الحيطان
تغني أراجيح تدغدغ نوم الصغار
النوافذ تُطل
على ظلالي المنسلخة عني
تفتح أَعُينها لترى فرحتي
دهشة احلامي في الظلام
في بيتنا القديم
لازل كل شيء كما كان
طفولتي وشبابي
رُشدي وجنوني
شيطنة جميلة وراء الأبواب
باب المطبخ
باب الحمام
وأبواب الخيال
لازال الكلام يتكلم كما كان
هادئا كترانيم الفراشات
حول المائدة وعلى العتبات
لازال عطر النعناع والشيح والزعتر
يقيم الصلاة في مفاصل الزوايا
وتجاعيد الأركان
في بيتنا القديم
كان الثغاء يختلط بالنباح
بالنقيق وبالمواء
ما أجمل ذاك الغناء
من أذان الفجر إلى المساء
في بيتنا القديم
كانت الحياة حياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى