سفينة نوح هواك

ماجد الدجاني | فلسطين

 

حنانيك يا حلوتي لست صخرا

أصما ولست بقايا رفات

حنانيك سطرك فجر عمقي

وأحيا جراحاتي الميتاتِ

و ارجع للقلب نبضا حزينا

و لحنا حسبت مع الدهر مات

فرفقا بقلبي أيا نور عيني

فكم جرحّت قلبي الاغنيات

يقولون لا حقل للحب عندي

يقولون لا روض للعشق عندي

يقولون مارست حب القصائد

أن الهوى في مدى القلب مات

وأني كسرت غصون الفؤاد

وأني أعيش على الذكريات

وأن فؤادي بصدري رفات

ولكنني رغم ما يزعمون

ورغمادعاء الشفاه الحقيرة

ورغم الاقاويل رغم التفاسير

اخفي في ا لقلب دوما بذوره

هو الحب اسماك قلب تموت

إذا أخرجت من بحار السريرة

ويقتله البوح يقتله المنح

نقتله نحن قولا وغيرة

قرأتك بالأمس في سفر روحي

فثارت بروحي معان قديمة

رحلت مع الشعر عبر الزمان

ففي الشعر يصبح للحب قيمه

لعمرك للشعر قوة سحر

تفك رموز اللغات القديمة

فتغدو الطلاسم صنو البداهة

تغدو الأحاجي أمورا صغيره

ويجلو النفوس التي أصدأتها

هموم وتغدو الليالي منيره

ويهطل فوق ربا الروح تقشب

تخصب أرض القلوب العقيمه

فعذرا إذا ما أطلت مكوثي

فطيفك يعطي الأحاسيس قيمة

رحلت مع الليل عبر السطور

الى ما وراء حدود البشر

وصار الفؤاد سحابات حب

وتملأ ارض السطور مطر

وصرت أحدق في كل شيء

أكحل عيني بكل الصور

وبين الشقيق أرى شفتيك

ووجهك ألقاه قرب القمر

فتهمس لي نجمة الصباح مرحى

هو الحب من نفحات القدر

فصرت أحدق في كل شيء

وفي كل شيء أطيل النظر

فأبصر في القبح معنى جميلا

ويغدو الحصى كنفيس الدرر

حروفك لحن يزيل الهموم

ويمحو عن النفس ظل الضجر

عزفت مع الليل شعرا رقيقا

وكانت نجوم الدجى لي وتر

و أنعش روحي هبوب النسيم

و أطرب أذني حفيف الشجر

الاعب حينا براعم ورد

وحينا أداعب طفل القمر

هو الحب بحر عميق خطير

ووجهك ساريتي في السفر

فيا من بألحاظها تيمتني

وصارت حروفي إليها يسافر

وشعري يحب الرحيل إليك

لينثر بين يديك أزاهر

على شفتيك زجاجات طيب

وفي وجنتيك صنوف الجواهر

ولو جئت أكتب حبك يوما

لما أسعفتني ألوف المحابر

وسألت نفسي أتدرك حبي

أم الحب لحن بقيثار شاعر

هل الشاعر الفذ يخلق حسا

أم أن الشعور يفجر شاعر

هو الشعر نبض على شكل سطر

أليس العبير سفير زاهر

وهذا الهوى في الحياة سحاب

وترنو له ظامئات الأزاهر

أيصدأ سيف الهوى لا يسل

ويبقى أسيرا سجين الدفاتر

إذا ما أتاني زمان الهموم

كطوفان نوح كما المد هادر

رأيت هواك لقلبي بشرى

كغصن الأمان بمنقار طائر

ويغدو سفينة نوح وقلبي

عليها لميناء دفء يسافر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى