أنا والبلبل
شعر: سعيد الزبيدي
الجمعة 17/2/2023م – الموج- مسقط
صدحَ البلبلُ في قُربي صَباحا
فانتشى قلبي سُرورًا وانشراحا
***
قلتُ يابلبلُ هلْ تعرفني
حينَ تشدو ليَ؟ فاهتزَّ ارتياحا
***
ثمَّ أردفتُ سؤالي: يا ترى
عادةٌ فيكَ غُدُوًّا ورواحا!
***
قال -لم يقطعْ لنا أنشودةً-
مرَحًا زادَ وقد رفَّ جناحا
***
أيُّها الشاعرُ إنَّا رفقةٌ
تَملأُ الدنيا متى شِئنا صُداحا
***
لا جزاءً نبتغي مِن أحَدٍ
غيرَ أنْ نَغلبَ بالشَّدوِ النُّواحا
***
أو نَرى من حَجَرٍ نُرمى بهِ
قاصدًا يُوسعنا فيهِ جِراحا
***
ولكي يُخرسَنا إذْ لا صدًى
من غِناءٍ يَملأُ الآذانَ راحا
***
ولكيْ تنطلقَ البومُ وهلْ
غيرَ تنعابٍ وخِلناهُ صِياحا
***
قلتُ: يابلبلُ كُنْ دومًا معي
كرسولينِ بشيرينِ سَماحا
***
قال: هيَّا، والجماهيرُ بِنا
تَعشقُ العيشَ مساءً وصَباحا
***
إنّما الدنيا ومَنْ يَحيا بِها
مثلُ بستانٍ وقدْ فاحَ أُقاحا
***
لا تغِبْ، أو لا تُغيِّبْ مُرغمًا
يُطبقُ الصمتُ فلا لحنٌمُباحا
***
قلتُ: يا بلبلُ ما في يدِنا
حيلةٌ كيْ نوسعَ الكونَ صَلاحا
***
إنَّما يا صاحبي نبقى معًا
نتغنَّى عَلَّنا نَلقى نجاحا