أنثى مكتنزة الحضور
ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا
علامات نزوح الدهشة
تبدو واضحة جدا
على ملامح اللقاء
كل شيء صار باهتا
يبعد مئة ألف سنة ضوئية
عن اللهفة
لا مكان شاغر لمزيد من الوجع
فـ الروح شبعت حتى الغثيان
لم يعد فيها مقاعد للشغف
صارت رهينة
بين تجاعيد الفقد
وخرف الأزمنة
الأصوات هنا متشابهة
جميعها يتحدث الصمت
في حانة الليل
يتبادلون الخرافات
يطرقون كؤوس الندم
ويطوفون حول الماضي
تقربا للحاضر
ربما الفوز بمنديل
معطر بـ قبلات عذراء
ذات موعد
كان أقصى أمنياتهم
أو بعضا من العناق المرتجف
تحت غطاء الأزقة
مبلغ نشوتهم
لازلت مصابة بكل دقيقة
كنت فيها معي
لـ قطرة ندى على خصر حبة لؤلؤ
كنت انزلق نحو طيفك
فـ تخونني حافة عطرك
وأتبعثر
أستجمعني
وأتهيأ لموعد محموم
بالكثير من الحديث
فـ أجدني مرمية في سلة اللامبالاة
تغطيني بقايا سجائر اختياراتي الهشة
كيف لـ أنثى مكتنزة الحضور
أن تتنازل للغياب
لـ تصبح رهينة المزاج
كـ فنجان قهوة مشرد
بين شفاه المحرومين
ويد عرافة غجرية
كل الطرق بداخله
لا تؤدي إليك
ربما عليّ أن أستعير
بوصلة بكر
كي تصلني بك
بعد أن أثبت فشلي
في كل الاتجاهات
