وحشة الليل

شفيق الإدريسي | المغرب

 

كَـم كنـتُ وحيـداً…
فِـي وحشة اللَّيـل،
وكَـم كان البَـدر نديمِـي
يَرشُّنِـي بمَـاءِ النَّبيـذ
شَعِرتُ أنِّي ثمِـلٌ،
أتمـدَّد في الممـرَّات المنسيَّـة
مَـا الشَّاعـر بلا جنُـون؟
أذكُـرُ أن شُعَـاعا جمِيـلاً
دبَّ بِرُوحِـي…
مشيْـتُ حتَّـى آخِـر الظَّـلام
وفِـي حقيبتِـي…
بُـرودة المدينَـةِ
التفتْتُ يميناً وشمـالاً
علَّنِـي أتعقًّـبُ دفئـاً تائِهاً
لكنِّـي…
انتهيتُ إلَـى لعنة القَـدَر
جلستُ في عتمة شرفتي
أندب حظِّـي…
///
آه…
يا وحشَـة اللَّيْـل،
لا تدَعْـنيِ للعشَّـاق شحَّـاذاً
أُشعِـلُ النِّيـران علَـى مَنْ حولـي.
آه…
يا وحشَـة اللَّيْـل،
لَا تمرغنِـي في الصَّقيـعِ
أنْتعِـلُ لوحَـة فنَّـان زيتيـة
فِْـي المَزاد «الأوريسِـي».
آه…
يَا وحشَـة الَّليـل
لا تدعنِـي في عُـرْي الشَّـوارع
مسهَّد العيْنيـن…
ألعـنُ غربَـة الدَّار
أنتحبُ…
وحَوْلِـي،
أنِيـنُ الأرامِـل
والمرضَـى،
والشَّهْـوة العابِـرة.

بعْـد الفجْـر…
شَاهَـدْتُ رُويقَـات الصَّنوبَـر
فِـي المِـرآة…
تُظلِّـلُ اصْفِـرار وجهِــي
فتحمِـل الرِّيَاح الجَافَّـة
نُتُـوءات هذيانِـي…
يَا اشْتياقِــي…
لِهَمْس شبَـقِـي
كم تواريْتُ…
بين منعرجَـات الدُّروب
أحبِـسُ أنفاسِـي…
وسَـط صرخَـة الظَّـلام
خلسَـة…
تبَـدَّد الحُلْـمُ
فِِي سَـرْبٍ لَانِهائِـي
مَـا بيْـن العَـزاء والألَـم
أرتِّـلُ أشْعَـاري  للصَّـلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى