أمل ينتظر
محمد حسين | كاتب وقاص فلسطيني – دمشق
تكفننا الأوجاع تحاول أغلاق الوتين الممتد من جذر البنفسج إلى أوراق أرواحنا، رائحة رصاص الليل تخنق كأس نبيذنا الدامع فوق طاولة الكتب المصابة بلوثة العشق النازف،
عندما تشرق الشمس تعلقنا بخيطها الذهبي تدخلنا بدائرة الغد المنتظر، نفتح كتبنا، نقرأ أبراجنا، نقلب فناجين قهوتنا على وجه صباحاتنا الذابلة، هكذا يبدو مسرح حياتنا كل شيء يتحرك بشكل خيالي أو يقترب من هذيان،
إيمان الفتاة الحالمة الباحثة عن الأمان في بحر يأكل رمال شواطئه، كانت تغدو كفراشة فوق أزهار الربيع تحمل على ظهرهاحقيبة من الأمنيات لكنها تاهت بين شطآن الواقع الخارج من الجنون لتوه وبين شباك حلم سكن تفاصيل أوراقها المبعثرة.
ماذا أقول لك أيها الظل المثقل بالتفاؤل؟
أنا لم أعد أشعر بشيء لقد تحول جسدي إلى زجاج متحجر من سماكة الغد، لم تعد زخات السماء تروي أغصان أمنياتي حتى الأماكن التي أعشقها لم تعد تشبهني،
أين يمضي بنا الضجيج أيها الظل؟
نحن نقبل بوابات الزمن الجميل ببكائنا على الأطلال!!
-يبدو أنك أدمنت قصائد الوجع والخوف يا إيمان لا تغلقي نافذتك ربما تدخل منها نسمة تعيد ترتيب دفترك من جديد،
-أجل أيها الظل المترامي خلف ظلك أنت تعرف أنني شربت ذات مساء كأس حليب بطعم السم لأنني لم أعرف كيف أتعامل مع خنجر الزمن.
لم أعد أشعر بشيء أنا قطعة خشبية تتحرك بشكل انسان..
– ارتاحي قليلاً على ساعد الزمن فإنه يعطي إجابات عن أسئلة فقدنا أجوبتها في لحظة اليأس..
إيمان: لا لا أنا أخشى لعبة الزمن….
– أنت تلعنين لون العتمة لكنك لم تحاولي إشعال شمعة لتنيري الطريق المغلق بسواتر الخوف،
سأغادر لم يعد للحديث معنى عندما تصبح كلماته بشكل حجر …
– ابقَ قليلاً أيها الظل فكلماتك تجمع بقاياي المتناثرة على بوابات المدن، لم أعد أعرف أين أقف،
هل تستطيع أن تحميني أيها الظل لأتابع المسير فوق طريق الأمنيات؟ أو اتركني أجمع قطرات الينابيع لأبيع التائهين شراباً من الأحلام ..
– أجلسي يا إيمان انظري إلى السماء..
كيف تصافح النجوم شفاه العشق المكسور بمطارق الزمن البليد؟
كيف تغمض عيونها لتغطي جسداً فوق الرصيف؟
تعال أيها الظل لنفحص دمنا ونرى هل يطابق كمشة أحلامنا؟
– عندما نخلطه بلهاث المسافات سيطابق…
أجل أيها الظل لندع أرواحنا تعزف فوق وتر اللامعقول …