اللي بيحب حد مش بيغدر بيه
د. أسماء السيد سامح | مصر
أتحدث هنا لمن يعقلون وليس لمن ينفعلون؛
في مسرحية العيال كبرت حسن مصطفى طلب من يونس شلبي انهم يبقوا أصحاب؛ وبعد ما عرف منه إنه بيحب سعاد حسني قلب عليه وعاقبه.. سمعنا كلنا عن الزوج اللى قام بتصوير زوجته وهى بتاخد شاور؛ وبدأ رحلة ابتزازها.. أعرف واحدة دايماً بتفضفض مع صاحبتها وتحكيلها أسرارها اللي أكيد بتتضمن بعض الغلطات؛ ولما اتخانقوا صاحبها فضحتها في كل مكان.
لكن إيه المشترك بين كل القصص دي؟
أقولك أنا؛ الغدر
في الحقيقة إن أغلب الغدارين طيبين وعندهم نوايا طيبة…. أيوة زي ما بأقولك… أصل الغدار يختلف عن الخاين؛ الغدار على المستوى النفسي اللي بكلمك عنه بيكون واحد قريب منك؛ وبيحبك فعلاً؛ وخايف عليك بجد.. فيبتدي يتودد ليك ويخليك تحكيله أسرارك؛ ومن خوفه عليك يبتزك بيها؛ ولو كلمته يقولك: (يعني أسيبه يضيع نفسه؟؟!)، وأنا واثق تماماً إن فيه العديد من الغدارين بيقرأوا المقال دة؛ بعضهم أعرفه بالاسم؛ وعشان كدة تعالى أقدملك دليل التخلص من الغدر المصاحب للابتزاز النفسي:
١- اعرف حدود دورك:
لو أنت أخ يبقى خليك أخ؛ متحاولش تقوم بدور الأب؛ لأن دة هيخلي اخوك اللى أنت خايف عليه يتخنق منك ومن عمايلك؛ عمرك شفت حد مخنوق بيستمع لنصايحاللي خانقه؟ لو عاوز تصاحب حد (ابنك – اخوك – صديقك) يبقى تلتزم آداب الصداقة عشان يثق فيك ويسمع نصايحك.
٢- بلاش مثالية فارغة:
صاحبك اللي أنت خايف عليه بيشرب حشيش؛ وأنت قلبت فيها مدير مركز شباب المواعظ؛ هتعمل إيه يا باشا لو صاحبك رد عليك وقالك مانت بتاع بنات؟؟
بص عشان ترتاح؛ ربنا سبحانه وتعالى خلق ٣ تصنيفات أساسية:
أ- الملائكة: وهم منزهين عن الخطأ؛ هما نموذج للخير والصح وبس.
ب- الشياطين: وهم شر صافي؛ نموذج الشر والسواد.
ج- البشر: هم ليسوا ملائكة ولكن فيهم مميزات وجوانب للحق؛ وليسوا شياطين ولكن فيهم عيوب ونقاط من الشر؛ فهم نموذج لحرية القرار وحمل الأمانة.
فلو أنت خايف على صاحبك بلاش تخسره نفسياً بسبب ضغطك المتواصل.
أنا أعرف بنات مسمية أبوها على التليفون (عم ضياء) بتاع كله رايح، وبنات مسمية أمها (ميعجبهاش العجب)، كتر الضغط المطالب بالمثالية بيخلي الناس تقفش منك؛ ومش طايقين يعرفوك حاجة عنهم؛ لأنك هتطلع القطط الفطسانة في كل موقف. وفي الوضع دة نصايحك هتتسمع؟ أنت واهم يا عزيزي.
ياريت مادام فخامتك مثالي أوي كدة؛ ورينا المثالية دي في حياتك؛ أنت معصوم؟
Tell me أنت معصوم؟
يابنى ربنا خلقنا وعارف سبحانه إننا هنغلط وهنعمل صح؛ عشان كدة فيه استغفار وتوبة وتعلم من التجارب.
٣- مارس النصح بالشكل الصح
كدة اعتقد إنى أثبت لك إن ممارستك النصح عن طريق الابتزاز والغدر مش هيجيب نتيجة؛ وكمان هتحتل مكانة وحشة في قلب اللي بتحبه؛ يعني يادوبك هتبقى في كابنيه قلبه.. هل معنى كده إنك متخافش على صاحبك ومتنصحهوش؟
لا طبعاً دي قلة أصل وإتباع بالباطل؛ بس الحكاية لازم تتعمل صح: ادرس شخصيته وانصحه بطريقة متقفلوش. ولو مستجابش متاخدش رد فعل قاسي؛ كدة هتخسره وهيعاند.. اصبر عليه؛ وناقش بالراحة؛ واصبر؛ كل البشر بيجربوا ويغلطوا؛ أنت نفسك بتعاند في غلطات معينة وافتكر سطر الجلاليب اللي جوة (بصوت حسن حسني الله يرحمه).. واعرف كويس إن عيوبنا متنوعة؛ فبلاش تقول (طب أنا غلطتى كذا؛ ودة أهون من غلطته).. بلاش اللعبة دي لأنك كدة بتبين نفسك أعلى منه ودة هيصنع حقد دفين بينكم.
اللي بيحب حد مش بيبتزه
مش بيغدر بيه