متى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَلُ.. المقطعان: (17 -18)

عبد الصمد الصغير . تطوان| المغرب

رُميتُ  مِنْ  قَبْلُ في الدُّنْيا لِأَعْرِفَها

قَبْراً يَسيرُ إِلَيْهِ   الْعُمْرُ يَنْتَضِلُ

نَشْكُو  فَيَأْتِي  إِلَيْنا الْهَمُّ  مُجْتَمِعاً

هَذا   ابْتِلاءٌ لَنا لا  بُدَّهُ  الرَّجُلُ

ما اسْتَسْلَمَ  السَلْمُ حَتّى باعَنا ذِمَماً

وَ أَسْلَمَتْ رُوحُنا عِنْدَ  الَّذي  يَئِلُ  

وَ إِنَّكُمْ عِنْدَما صُنْتْمْ عُرى ذَهَبَتْ

في  إِثْرِ سِلْمٍ مَعَ الْحِرْباءِ يَغْتَزِلُ

عَزَمٌ   لَنا كانَ يَفْدي كُلَّ نائِبَةٍ

بَأْسٌ مَلامِحُهُ الْأَقْوالُ وَالْفِعَلُ

بَعْضٌ  هُنا صارَ يُفْتي في مَؤامَرَةٍ

فَتْوىً  مَقاصِدُها الْأَوْطانُ تَكْتَسِلُ

ما  لاحَ  وَجْهُ حَبيبٍ في حَقيقَتِهِ

وَ لا  تَراءَى  لَنا شَيْءٌ لَهُ نَصِلُ

مَنْ ذا يَصونُ الذَّرارِي مِنْ أَذى لُقَحٍ

آتٍ  يَعُدُّ   النَّوى  رَقْماً وَيَخْتَزِلُ

هَلْ  نَقْتَفي  تَبِعاً يَرْمي   قَوافِلَهُ

وَ  نَهْتَدي  سُبُلاً تَلْوي وَ تَحْتَبِلُ

لِما دَعَوْتَ عَلى  ظُلْمٍ تَسودُ  بِهِ؟!

أَرى بِدَعْواكَ مَكْرَ اللهِ  يَمْتَهِلُ

أَما  رَأْيْتَ  الَّذي يَبْكي  عَلى وَطَنٍ

وَ يَجْتَبي دَخِلاً  يَطْغى  وَيَحْتَلِلُ

وَجَدْتَ في خَيْرِنا مَنْ يُشْتَرى طَمَعاً

وَ صِرْتَ في عَزْمِنا تُغْري وَتَسْتَبِلُ

لَقَدَ  تَأَذَّتْ صِفاتُ  الْعُرْبِ حينَ رَضُوا

عَقْداً  عَلى  باطِلٍ يُرْمى  وَيُهْتَمَلُ

وَ قَدْ  تَوالَتْ عِظاتُ اللهِ واضِحَةً

فَلا  يَراها الَّذي قَدْ هالَهُ الْحِوَلُ

عَيْني عَلى جائِعٍ  يَطْهو عَلى وَرَقٍ

أَجْدادَنا فِكراً ناراً سَيَأْتَكِلُ

مَنْ  ذا  أَمامي وَ مَنْ يَقولُ: هاأَنَذا؟!

مَنْ  يَسْتَطيعُ  الْكَلامَ يُثْنِهِ  الْكَفِلُ

إِنِّي كَمِسْمارُكَ المَتْروكَ عِنْدَ جُحا

وَ أَنْتَ  ذاكَ الْجِدارُ السَّاقِطُ  الْأَيِلُ

أَنا  عَطاءٌ مُواصِلٌ وَلَسْتَ  تَرى

إِلّا نِداءَ الَّتي  نَفْسٌ  لَها  تَمِلُ

وَ  النَّفْسُ  أَمّارَةُ  السُّوءِ  الَّتي ذُكِرَتْ

في كُلِّ شَرْعٍ بِما  تُبْلي  وَما تَخِلُ

تُصْغي نِداءً  لَها رَدّا عَلى طَلَبٍ

يُمَزِّقُ الْأَخْلاقَ وَ السِّرْوالَ  يَنْتَزِلُ

نَخْشَى عِيالاً لَنا مَوْؤودَةً تَرَفاً

أَبْناءُ  ذِئْبٍ هُنا وَالدُّوثُ  وَالْمِثَلُ

أَراكَ  تَقْلِبُ في خَلْقٍ غَرائِزَهُ

إِلَيْكَ  عَنّا   فَطَبْعُ اللهِ يَنْحَلِلُ

وَ الذَّوْقُ فيهِ زِمامُ النَّفْسِ مُنْفَلِتٌ

وَالنّاسُ كُلَّ  الدُّنا  تَبْغي بِما  تَهِلُ

إِنَّ  الْحَياةَ  إِذا ما الضَّيْمُ أَبْغَضَها

صارَتْ  بِلا هَدَفٍ تَعْلو بِهِ  الدُّوَلُ

يا سارِقَ الضَّوْءِ كَيْ نَمْشي بِلا طُرُقٍ

وَ أَنْتَ مِنْ قِيَمٍ في هَدْمِها شَغِلُ

أَ أَنْتَ مِنْ نِحَلٍ شَيْطانُها بَشَرٌ ؟!

أَمْ  أَنَّكَ  الْمْجْتَبى مِثْلاً فَتَمْتَثِلُ

ما  أَنْتَ إِلَّا فَراغٌ يَنْتَهي وَخَزاً

ما شُفْتَ غَيْرَ الْأَنا تَجْني وَتَحْتَصِلُ

ضاعَ  اللِّقاءُ بِمَوْعودٍ  وَمُنْتَظَرٍ

حَتّى الضَّياعُ اخْتَفى لَمَّا هُمُ حَلَلُوا

أَيْنَ  الطَّريقُ وَكَيْفَ الوُصولْ إِلَى

أَسْمائِنا ؟!  جُمَلاً تَعْني وَتَحْتَمِلُ

قَدْ   أَذْهَلَتْني فِعالُ الْعُرْبِ قاطِبَةً

رَأَيْتُ أَعْلَمَها في السَّطْرِ يَحْتَوِلُ

وَ راوَدَتْنيى  بَناتُ  الشِّعْرِ طائِعَةً

وَأَطْلَقَتْ لي فَماً يَشْدو  وَيَغْتَزِلُ

حَقيقَةٌ في مَديدِ  الشِّعْرِ  شاخِصَةٌ

أَمْشي  بِها  مَلِكاً مَنْ  شَمَّني  يَفِلُ

وَأُمَّةٌ فِي دَمارِ الرُّوحِ راغِبَةٌ

رُوحي لَها  وَهْيَ  تَنْطَفي وَتَعْتَطِلُ

كَمْ  مِنْ دُروبٍ طَوَيْنا، كَيْف َنَعْبُرُها

وَ كَمْ صرِاطاً قَطَعْنا عَلَّنا  نَصِلُ

تَمَلَّ بِي يا قَليلَ الْأَصْلِ إِنَّ  لَنا

بَعْضَ  الْحِسابِ  الَّذي ماعادَ يَمْتَهِلُ

ما لِلْأَيادِي نَعَضُّها حينَ تُكْرِمُنا

وَ مَنْ  بَغى الْعَضَّ  فِيناحُبَّهُ  نَخِلُ

في أَصْلِنا مْضْغَةٌ صارَتْ مُعَدَّلَةً

وَفي ضَميرٍ قَدِ  الْتَوى سَنَحْتَوِلُ

هَلْ  أُمُّنا دَارُنا؟ أَمْ دارُنا  وَلَدٌ ؟!

أَمْ   كُلُّنا عاقِرٌ في الْعُقْمِ  نَنْخَزِلُ

تُقْنا   لِوِلْدٍ نَرى  فيهِ الْهَوى  فَرِحاً

نَحْنُ  انْتِظارٌ لِمَنْ يأْتي  وَلايَصِلُ

سَيَلْعَنُ اللهُ مَنْ باعَ  الْعُرى فَرِحاً

وَيَظْهَرُ  الشَّرُّ مَعْنى الْخَيْرِ يَشْتَمِلُ

سَتَهْرُبُ الْأَرْضُ مِنّا طالَما انْتَظَرَتْ

مَلَّتْ ضِعافاً إِذا  اشْتَدَّ الْوَغى فَلَلُوا

وَلَيْسَ مِنْ أَمَلٍ  فِيمَنْ عَلا رُتَباً

فَنَحْنُ  في زَمَنٍ يَعْلو بِهِ النَّزِلُ

اَلْحَمْدُ  لِلَّهِ أْمْرا عَشْتَ تُخْلِفُهُ

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ   نَذْراً سَوْفَ  يَكْتَمِلُ

سَتَرْجِعُ الْقُدْسُ صَوْتاً في مَدائِنِنا

وَ يَعْبُرُ الْأَرْضَ  قَوْمٌ ما لَهُمْ  مَثِلُ

أَبْدى  الزّمانُ  قِناعاً يَنْتَهي سَقِطاً

بِالْوَجْهِ  إِذْ بَصَقَت ْ فيهِ الَّتي  تَمِلُ

سَيُعْقِبُ اللهُ  مَقْتاً إِثْرَ مَنْ   كَذَبُوا

فَيَقْتُلُ النّاسُ بَعْضاً وِزْرَ ما  فَعَلُوا

سَيَشْهَدُ اللهُ صَمْتَ الْعارِفينَ  عَلى

كِذْبٍ  وَظُلْمٍ وَشَيْطانٍ هُوَ  الرَّجُلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى