رسائل نيسانية
حسام غانم | سورية
أكتبكِ بالمطر..
بحبرٍ على وجه القمر
رغم السحاب والغياب
هذا المساء تداعى وانهمر..
برعشة الطريق
لومضة البرق في السّحَر
بانعكاس دمع الفراشات
حين تدير وجهها
عن قبلات أفواه الزهر..
أكتبكِ كي يخرج الملح من أوصالي
كي يتأرجح وجهك على حبالي
كي يهدأ هذا اليَمُّ قليلاً
حين يسأل النوارس عن حالي
فتصفّقُ بجناحاتها و تعوم ُ
دون اكتراثٍ بالخطر..
أُشبّهني بكِ
أنا الذي بأقلّي وأكثري لكِ
أنا العاصف كربّانٍ للشوق
مابين تيه البحار والخُلجان
مابين الزمان واللازمان
زارعاً طيفك كالعنوان
لكل القصائد والصور..
أنوء ُ بكِ من ضجر
أمزج الألوان بالألوان
أُجرّدُ من حماقاتي الإنسان
أُكدّس تفاصيلك في عيني كأوراق الشجر
فتنبت ُ من مسامي
كمروج شقائق النعمان شفاهكِ
تتكاثر زنابق خدودك
وتعبق مابين الحروف رائحة خُزامكِ
وثمة حديثٌ هامسٌ
مابين ذاك النهد والخصر
يُطالب ذراعي ياحبيبتي
وصدري بالغمر..
تلوح في دمي
رايات ثورة اشتهائكِ
أنا الموعود في عينيكِ
بهمسك..بغمسكِ
بأصابعي المنذورة كي تحبّرَ
خريطة مسامكِ
بنضوج فاكهة العمر
من أخمص قدميكِ
حتى آخر أطراف الشّعر
أنا النيساني ياحبيبتي
فكيف لاتتناثرُ أزاهير كلماتي لكِ
وتخلعُ في نيسان جلدها المٌنهَكِ
وترتصفُ على جيدكِ
على شكل أطواقٍ من الياسمين
وحُلوقٍ من أُقحوان ٍ
ونجيماتِ البحر..
أحبكِ الآن..
أحبكِ كثيراً بعد الآن
وبعد بعد وصولنا الإدمان
كأن الحب ينسانا
ويعود بسوطه يجلدنا
لكي نحياه ويحيانا
ويأمرنا كسلطانٍ
يُطاع ُ ومنه ُ نؤتمر…
حسام غانم ١٤/٠٤/٢٠٢٣