شهوةُ الوجود.. في يوم الشعر.. شعاع بداية الربيع يَهُزُّ البحر
محمد السكتاوي | المغرب
الصورة: بحر و شعاع بعدسة الشاعر
في مساء شائق لربيع آخر
تمشي الكلمات تتثنّى
بين العشب والماء ودفتي ديوان شعر
بجوار نهر يمضي ويعود
وقد تحرَّر من أسْرِ صقيعٍ طويل
الشاعر يمشي أيضا طليقاً
في برية الغَمام
يتأبّطُ بحراً وشمسا وريشةعصفور
ويفتح صدره لحَمْحمة الخيول
وجَلْجَلة سنابك تضيع
في متاهات لا محدودة.
أغوار سحيقة تموج فيها الكلمات
تتدفق من نبع ظليل
وتتدحرج مع الحصى نحو سفح
تلة صخرية على حافة قلْبه
تتعرج وتنكسر على منحنيات ليل أبدي
تصير شلالا وبحيرة ومرجا لطيور البجع
صار صدرهُ بابا لأكوان غريبة
لم يعدْ يحلم بحسناء الغابة
المُتواريةِ في أدغال الأصباح القديمة
جمرة الدجى فيه تحرق آخر اليباب
وتشعل ملاحم هِيلِين العائدةِ من طروادة
مرّ أمامه طيْفُها أو طيُف قصيدة
في عربة تجرها وُعولٌ صُهْب
أخرجت منديلا مطرزا بحفيف النغم
قالت مُلَوِّحةً: ربما نلتقي بعد أن تتفتح
شقائق الربيع في مكان ما بداخلك
خائفا من أن لا يلقاها أبدا
قفز إلى جانبها وضمها بقوة
وقال : ها يوم ميلادك يَشع في أغوراي
أمسكي بعنان شعاعَ أول الربيع
وباعدي مابين ساقيك
حتى نتوحَّد وتقْتُلِينَني أو أقتلَك
سأترك لك مفاتيح سماء
تقْدح بترتيلات الأبدية
وأسكب تَوْشيَّاتٍ إيروتيكية
في جسد اللامعنى الممتد بيننا
حتى تفيض منا شهوة الوجود
وتتجدَّدُ المدائن المحترقة