ومن الهدوء ما قتل !!
زليخة عوني – أريانة – تونس
يطوِّق كتفي الثائر
بذراعه الأيمن
ویقول اهدٸي !!
هادٸة جداً أنا یا سیدي
مثل أمواج البحر العاتیة
هادئة كنجمةٍ مشاكسة
تکسر علی شواطیء التوتر
أشواقَ عاشقةٍ تاٸهة
تثور بوجهها تقالید قدیمة
تسحقها ایماءاتٌ بالیة
مطرزةً بحروف الإفك
.. ویقول اهدٸي !!
أتدري أن الهدوء هو أنت
والانفجار الموجع هي
أتعرف أنَّك وحدك
أحلى ما یصیبها من دوار
وأنك أغلى ما يجتاحُها
من جنونٍ وغطرسة !؟
و أنّك أّيها العاشق الألمعي
أغلي وأروع وأجمل
مَن يُطلق قذائفْ لسانِها
…….. وتقول اهدٸي !!
کیف لي الهدوء دونك
ولماذا أحن للسكينة !؟
و من أین اقتات أعشاب الصمت
وأنت تحاصرني بالبعاد
کلَّما غازلتُ فیك حاجتي
وكلما زارَ الحنين قلبي
زدتَ هجراً واختيالاً
… وكلما وكلما وكلما
هل لأن العشقَ العربيَ
حُلوٌ ومرٌّ مثل کل شيء !؟
خضوعٌ والتياع
أو فُرقةٌ ونزاع
كيف لا أكفر بالحب وأنا
كلما اتبرَّج لأجلك
وتکتحل عيوني بالصبر
توقفني عند أول قبلة
لتغتال حنيني
وتحجز فيض صبابتي
خلف سد زندك الثلجي
وتقول اهدٸي !!
اهدٸي اهدٸي اهدئي
تنثر المللَ نجوماً
لا تنير ظلمة روحي
آهٍ لو تدري يا قاتلي
بأنكَ وحدكَ مَن
تحتوي طيشي بلمسة
تُجهض ثورتي بقبلة
وبأنكَ، ليس سواكَ
أجملُ مَن يختزل العشَّاق
وأروع من يستلب الأشواق
بين هدوء بَديع
وانفجار مُريع
يعبقُ الحروفَ بالنزق
ويصيبُ بالجنون القصيدة !!