لي في الحجاز حبيبة تحت الثرى

ماجد الدجاني  القدس -| فلسطين

في يوم الأم  وفاء لأعظم أم زوجتي رحمها الله التي توفيت في أيام الحج

القلب منفطر كسير دامع

فكأنّ في أرجائه انيرانا

//

وعنادل الأفراح ولّى سربها

وأرى مكان جموعها غربانا

///

في كل زاوية أراك ولا أرى

الّاك أنّى أرصد الأركانا

///

أنثى تفيض حلاوة وعذوبة

قلب تفتّح رقة وحناناً

///

فهنا زهورك للبكاء تشدّني

وتعددت أزهارها ألوانا

///

تدمي الفؤاد طيورنا و كنارنا

والقط حين بلهفة يلقانا

///

والورد تدميني براعمه التي

آتي بها لك باسما جذلانا

///

و إذا اختلفنا جاء ثغرك باسما

وهتفت ماذا يا حبيب دهانا

///

أترى بعين قد رمينا أم ترى

صوب القلوب سنولج الشيطانا

///

واليوم في كل الدروب أرى الأسى

والقلب مملوء بها أشجانا

///

والروح نيرانا تأجج ساحها

ولكم أنرت بحبك الوجدانا

///

والعمر روض كان فيك مفتحا

واليوم حزني يذبل البستانا

///

ونطوف بالبيت العتيق تحفنا

أنوار بيت يبعث الإيمانا

///

وهتفت بالركن اليماني امسحي

فالله منه تفضلا أدنانا

///

ما كنت أعلم أنني من رحلتي

ويلي سأرجع صاديا عطشانا

///

ودعوت للشيماء كم ومحمد

و القلب يرفد ما دعت شفتانا

///

جف الربيع ولم يعد في عيشتي

إلا الخريف فلن أرى نيسانا

///

في كل زاوية أراك وكل ما

في بيتنا يحيي أسى ذكرانا

///

واسودت الدنيا تعلقم طعمها

لمّا فقدت العمر ناريمانا

///

لم يبق إلا جمرة في مهجتي

ودموع عين توقد الأحزانا

///

ويمر طيفك في مدى روحي جوى

يذكّي اللهيب يفجر البركانا

///

ولكم رعينا الحب في مرج الهوى

والآن أمسى ذابلا مرعانا

///

يا رب جفت في الفؤاد غصونه

وسموم حزن تكسر الأغصانا

///

يا رب أدخلها جنانك رحمة

جنات عدن أسأل الرحمانا

///

قوامة صوّامة ملئت تقى

والله زكّى قلبها ولسانا

///

والليل تقضي ثلثه أو نصفه

تدعو المجيب وتقرأ القرآنا

///

وتصوم نافلة وتدعو ربها

أن يستجيب ويفتح الريّانا

///

وتطوف بالبيت العتيق تبرّكا

تدعو الغفور وتطلب الغفرانا

///

إنسانة كانت بكل سلوكها

ترعى الأرامل تسعد الجيرانا

///

إنسانة والقلب بحر محبة

ويخبئ الياقوت والمرجانا

///

وتفتحت حول الضفاف أزاهر

عبقت شجى في عمرنا أحيانا

///

ولآلئ الخير العميم ورقّة

ويفيض في أرجائه إحسانا

///

ذقنا أفاويق السعادة والهوى

وجرى الهناء ليملأ الوديانا

///

والآن يخذلني القصيد فلا أرى

أرض البلاغة أو أجيد بيانا

///

لا شيء يمنع أعيني عن دمعها

فقد الأحبة سهمه أبكانا

///

سأظل أبكيها وأبكي نسلها

حتى اللقاء بجنة مأوانا

///

حزني عليها مضرم لا ينطفي

والدمع يذكي في دمي النيرانا

///

بيديك ناصية القلوب إلهنا

صبّر فؤادي أجره يا رب العلى

فأعن فؤادي وأمسح الأحزانا

///

وأحفظ له الشيماء يا مولانا

أنت العليم بحالنا فأرفق بنا

أنت الذي أنّى نكون ترانا

///

أنا لست أشكو خالق الأكوان

بل أشكو اليه وأنشد السلوانا

///

فهو الرحيم المستعان وقال في

كبدٍ خلقنا ذلك الإنسانا

///

أفرغ علينا ربنا صبرا وكن

عونا لنا كي نهزم الشيطانا

///

أنت ابتليت فكن معينا للذي

فقد الصفي وبّدد الأحزانا

///

أدعوك يا رب العباد تضرعا

أعن الضعيف ولا تذقه هوانا

///

واجعل لنا من أمرنا رشدا فلا

يوما تزل عن الصراط خطانا

///

رباه لا تزغ الفؤاد عن الهدى

واجعل جزاء مصابنا الاحسانا

///

ثبت على الدين الحنيف قلوبنا

وعلى الصراط المستقيم خطانا

///

واملأ جوانحنا بأنوار الهدى

و أنر بصائرنا بنور تقانا

///

خطى تائهة

إلى من سأسكن بعدك قولي؟

وأين سأسرح أين مقيلي؟

///

تعثر خطوي نبوت كبوت

فقدت على درب عمري دليلي

///

وكم كنت دفء الشتاء لروحي

وواحات عمري بظل ظليل

///

فهبت على الروض ريح المنايا

فآلت إلى عاديات للذبول

///

فلا العندليب يغني بفجر

ولا من صداح ولا من هديل

///

ولا الشمس تضحك لي في الصباح

وليست تلوّح لي في الأصيل

///

وأصبحت كالسيف في الغمد فردا

وما عاد لي في الوغى من صليل

///

ويقلب لي الدهر ظهر المجن

يطارد في كل ركن فلولي

///

وكم كنت دهرا أضاء ليالي

والآن بدري بواد الأفول

///

رحلت فخلفت قلبي شظايا

وأشلاء روح غداة الرحيل

///

فأين سألقى المودة يوما

وهيهات ألقى ابتسام القبول

///

عزيزا بحبك كم سار قلبي

وبعدك يمضي معي كالذليل

///

يطوحني الدهر ذات اليمين

وذات الشمال كسعف النخيل

///

فلا رحمة في الدروب تطل

ولا من صديق ولا من خليل

///

هو العمر داج ودربي طويل

زجاج ولا فرصة في الوصل

///

ومرا  غدا طعم هذي الحياة

بحلقي ولا شيء يشفي غليلي

///

وقد كنت لي مثل حبات طل

وللروح همس النسيم العليل

///

فأين البراعم أين العبير

وأين الشذى لا أرى في خميلي

///

لقد كنت أحكي شموخ الجبال

ضباب  كثيف يغطي نهاري

///

فأصبحت مثل الكثيب المهيل

وريح بليل طويل طويل

///

أفتش عن خطوتي عن طريقي

وما من طريق وما من سبيل

///

وكأن ابتسامك شمس الصباح

تعانق زهر الهوى في السهول

///

فهيهات مثلك في العمر ألقى

وما لك في عالمي من مثيل

///

فأين ابتسام شفاهك مني؟

وأين حوارات رمش كحيل

///

وأين الأماسي والليل يصغي

لشعري بجيد وخد أسيل

///

غدت كلها ذكريات وتدمي

فؤادا توارى بجسم نحيل

///

أخذت  على غفلة من فؤادي

أصبت لهول المدى بالذهول

///

وما كنت أحسب أن المنايا

تعد الضلوع لأخذ وبيل

///

هو الله حسبي عليه اتكالي

هو الله حسبي ونعم الوكيل

///

أليس بكاف بلى يا فؤادي

به المستعان برب جليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى