عصفور الشرق كل عام وأنت طيب يا طيب
فرحات جنيدي | كاتب وقاص مصري
اليوم عيد ميلاد المفكر والناقد الكبير واسع الصدر وواسع المعرفة الأستاذ الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق. لم أكن في يوم من الأيام صديقاً أومقرباً من معالي الدكتور جابر عصفور ولم أرتقِ حتي الآن لأصف نفسي كتلميذ لهذا العالم الموسوعة لكن بصفتي مواطناً ومحباً للمعرفة و الثقافة وراغباً في الارتقاء بالقوة الناعمة من أجل غدِ أفضل لمصرنا الحبيبة اكتب شهادتي عن ذلك الرجل الذي حجز لنفسه مكاناً كبيراً في ذاكرة التاريخ والثقافة المصرية والعربية بعلمه وجهده الكبير وسعة صدره واحتوائه لنا فلقد التقيتُ بالدكتور جابر عصفور تسع مرات بحسب ما دونت في مذكرتي وفي كل مرة كنت أطرح عليه بعض المشكلات التي تواجهنا مع وزارة الثقافة وفساد العاملين بها كما كنت أشتبك معه في بعض الآراء وكان الرجل واسع الصدر ولا يهمل سؤالاً ولا يبخل أو يتكبر علينا أو يصطدم معنا أو يمنعنا من الحضور والمواجهة رغم أن كل مرة نعلم بوجوده نحمل خلافنا معه ونطرح عليه أمام الجميع فكان يواجه الرأي بالرأي وبحترم سعينا نحو الأفضل وهذه صفات الكبار فهو ليس بالمثقف فحسب بل المعلم والقائد وقدوتنا جميعاً فهو العقول المستنيرة التي أضاءت درب الثقافة في مصر. كما أن مسيرة دكتور جابر عصفور أثرت في مشهد الثقافة في مصر، فله بصمات جديرة بالتأمل والدراسة، وأدارة اللقاء وقدرته الكبيرة علي مواجهة الفكر المتطرف ودعم ركائز الدولة المدنية والكل يتذكر كيف كان المجلس الأعلي للثقافة قبل أن يدخله دكتور جابر عصفور وكيف تحول من كيان ميت إلي منارة للثقافة المصرية والعربية برلماناً للمثقفين، وانفتح على جميع ثقافات العالم ولاننسي موقفه النبيل مع شاعرنا الكبير الراحل أمل دنقل حينما كان مريضاً وكيف قرر وقتها أن يصرف كل مدخراته لإنقاذه، وسيذكر التاريخ انه كان واحد من ثلاثة رواد أثرو حركة الترجمة إلى العربية عبر تاريخها منذ الخليفة المأمون وفي الختام نتمني لمعالي الدكتور جابر عصفور دوام الصحة والعافية لنستقي من نهر معرفته وقدرته علي المواجهة والرد فمازال لدينا ما نشتبك ونختلف به معه .