تبًّـــا لليسار الانتهازي وللعقليات المريضة.. ضياع ” الفرصة الأخيرة ” !!

محمد علوش | شاعر وسياسي فلسطيني

اليسار الفلسطيني ما زال أسير العصبوية الحزبية والفئوية المقيتة، وحتى أكون واضحاً ودقيقاً فإنني أحمل قيادات اليسار الفلسطيني وأعني القوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية المسؤولية الكاملة لما وصلت إليه الأمور في ظل التجاذبات والمهاترات والجدل الذي صاحب الحوارات بين مكونات اليسار الفلسطيني لتشكيل تحالف يساري لخوض الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في 22 أيار القادم .

قيادة التنظيمات اليسارية أوصلت الأمور إلى نفق مظلم وضيعت وما زالت تضيع فرصة تاريخية كان بإمكانها أن تستفيد منها وأن تكون قوة رئيسية وفاعلة في العملية الديمقراطية .

لقد تابعنا بحزن عميق العديد من البيانات والتسريبات حول ما جرت عليه الحوارات الداخلية بين هذه الأوساط التي ما زالت حتى اللحظة أسيرة الماضي وتستند للتاريخ دون أن تقدم شيئاً للمستقبل .

هذا اليسار الفلسطيني عموماً أمام مفترق طرق خطير وهناك إرهاصات لتعيير شامل لطبيعة ومعادلات النظام السياسي الفلسطيني ككل، والسؤال هنا .. كيف سيكون لكل هذه القوى مكانتها على الخريطة السياسية إذا لما تبلغ نسبة الحسم وإذا استمرت بهذه العقلية الضحلة في إدارة حواراتها ؟

الانتخابات القادمة ستكون مصيرية وهي ليست حكراً على التنظيمات السياسية التقليدية وهناك أمور بدأت تتضح بان هناك تيارات جديدة ستشارك وسيكون المجلس التشريعي القادم هو العنوان والمحور ومن هو خارجه سيكون على هامش الحركة السياسية وجزء من أرشيف الماضي وربما يسند على فاترينات متحف التاريخ .

عندما نتحدث عن فرصة للقوى الديمقراطية الكلية فإننا نتحدث أيضا عن إهدار فرص أخرى في مراحل مختلفة ويبدو أن تيار المتنفذين في هذا التنظيم أو ذاك ما زالوا على العهد ولم يستخلصوا الدروس والعبر من كافة المتغيرات والظروف والمناخات وما آلت إليه الأوضاع من تداعيات وانقسامات وانشقاقات ومجالات لظهور قوى اجتماعية وحراكات أخرى لتكون بديلاً لمرحلة تاريخية تكتب شهادة وفاتها بأيدي هؤلاء المتنفذين الذين لا يعرفون من اليسارية ومن اليسار سوى الاسم .

تباً لليسارية الانتهازية ولهذه العقليات المريضة التي لا تأبه بكل السجالات وبكل البيانات وبكل الدلالات إنها ستنقرض كما انقرض الديناصور !!

إنها ” الفرصة الأخيرة ” أمام كافة قوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأمام الحركة الوطنية ككل بما فيها حركة فتح أيضا التي تشهد تحركات داخلية غير مسبوقة وتشظيات خطيرة لم نعهدها بهذا الشكل من قبل .

الفرصة الأخيرة لاستمرار المشاركة تحت راية المشروع الوطني ضمن قواسم وطنية مشتركة أو الطوفان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى