هناك في المغرب
سلام علي صبري | العراق
القلبُ أضناهُ الْجوى يا مريَمُ
والروح تشكو بُعدكم تتألمُ
يا بُلبُلاً تغريدهُ تسبيحةٌ
وفراشةً في رفِّها تتبسَّمُ
شمساً أنارَ شعاعها في مغربٍ
والشرقُ مَدَّ ذراعهُ يتسلَّمُ
مَنْ لي يُخلصني سواكِ ومنقذي
من هجمةِ الاحزانِ إذ تتقَدَّمُ
هاتي يديك فإنني في عُتمةٍ
قَدْ رافقَتْني أزمناً تتلثَّمُ
جودي فإنَّكِ وردةٌ فواحةٌ
نُوَّارَةٌ تُزكي النفوسَ وبلسمُ
وحمامةٌ طارت بأجنحةِ الوفا
رغمَ التباعد بيننا تتفهمُ
ريحانةٌ ملأَ الحقولَ جمالُها
مشى الغديرُ بعطرها يترَنَّمُ
يا رَبَةَ الشعرِ الرقيقِ لقد أتى
شِعْري إليكِ كَطائرٍ يَتَكَلَّمُ
يبكي على حلمٍ جميلٍ قَدْ مضى
وبقيَّةٍ من بوحهِ يتلَعْثَمُ
يا مريمٌ والليلُ يُطبقُ كلما
ضوءُ الأماني لاح لي يترحِمُ
يا مريمٌ هل أنت ذاك الضوء لي
يأتي من الارض البعيدة يقْدِمُ
ام أنت مثلي باحثٌ عن ضوئهِ
أينَ المعاولُ للظلامِ تُهدِّمُ
يا مَنْ إليهِ قصيدتي أهديتُها
وجعلتُها مِنْ لُؤْلُؤٍ تتَنَظَّمُ
وَوَضَعْتُ جُلَّ مشاعري أُغرودةً
وَأَجبْتُ فيها كُلَّ مَنْ يَستفْهِمُ
تبقى لديك قِلادةً ذهبيةً
ذكرى لقاءٍ حولَ جيدكِ تُرسَمُ
وَدَّعتُ قلبي في ديارك مغربٌ
إرْفِقْ بِهِ فَهَوَ الأنيسُ الْمُلْهِمُ
حتى يشاءَ اللهُ يجمع بيننا
أو هَكَذا نبقى كما هُوَ يَعْلَمُ
جيلٌ من النكبات تسكب يأسها
ولها جراحٌ في الفؤاد وَأسهُمُ
وَبذا تكون على الدوام عقيدتي
نحوَ السلامِ مسيرتي يا مريَمُ
