البيت الغربي

مروان عياش | سوريا

 

كان لي
غصنٌ تحط عليه أحلامي
ترجعُ إليه
كصغار الدوري
خائفةً بعد كل سفرة خيالٍ شقية
يصافحني عند الصباح
يرشُ على وجهي الندى
من نافذةٍ على البحر
حديدها معقودٌ كأزهار البنفسج
هي أولُ محابسي الشرقية
كان البحر الغربي مدرسةً بلا أسوار
شطآنها شمسٌ تلاطمُ عتبةَ البيت
الطفلُ يركب طائرةَ الورق
والجبلُ الأبيض شيخٌ يرفع يده
يلقي عليَّ سلاماً من بعيد

كان لي.. أمٌ
تعلمني كيف أعدُ الوقت
تكره خربشاتي على حيطان البيت
لكنها تعشق طفولة أقلامي
ترسم لي حرفَ الباءِ مرتين
مثل عكاز جدي المقلوبة
كي أكتب (بابا) بأجمل صورة

وكان لي..
مقعدٌ يحرس بابَ الدار
تجلس عليه قريتي العجوز
أصدقاءٌ يلعبون ( بُنيَّ السد)
بأحجار بازلتٍ آرامية
كان عندي
في ذلك الجنوب الدافئ
الكثير من البيوت المتعانقة
عناقاً قديماً
كأنها تنوي النهايةَ معاً

وكان لي
غصن تحطُ عليه أحلامي
بعد رحلةِ سفرٍ شقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى