مبلغ الشوق
عبد العالم الشميري | اليمن
شفّكَ الوجدُ من سِنينٍ عجافِ
وأخْتفى المدُّ تحتَ تلكَ الضِّفافِ
ناحلُ القدِّ وامقٌ مستجيرٌ
غالَبَ الشَّوْقَ بينَ بادٍ وخافِ
دَرُّ سُكْناك في سفوحِ المرايا
أوْ على الماءِ واصطفافِ المرافِي
حينَ أهْدَيْتُنِي على ريشِ طَيْرٍ
وقت أُلقِيِتُ كنتُ بعض القوافي
كُنْتُ سحْراً من البيانِ المُقَفَّى
رعْشَةُ الشَّوقِ في صمِيمِ الشّغافِ
مَا تلكّأتُ لحظةً من توَانٍ
يعلمُ اللهُ أوْ قصدّتُ التَّجافي
غَيْر أنَّي وجدتُّ وجْهَاً حزينَاً
كل مافيهِ باخْتصارٍ خُرَافي
يجمعُ الضوءَ من مآقٍ تشظّت
يرْشفُ الماءَ بينَ سمٍّ زُعافِ
مستطيرٌ شعاعهُ حينَ يرْمي
فاقَ تأثيرُهُ شعاعَ السّلاَفِ
ورْدُهُ زهرهُ عبيرٌ وعطرٌ
ُّيانعٌ جُلّهُ كريم القطافِ
ذائعٌ سرُّهُ بلا أيّ وصفٍ
ماتعٌ جهْرُهُ جليٌّ وصافي
شائعٌ شزْرُهُ تمادى وأردى
جامعٌ نزرُهُ لطيفُ الخوافِ
غير أنَّي رأيْتُ قلْبَاً كَلِيماً
يذْرفُ الدَّمْعَ رغْبةً بالتَّعاَفِي
يعتَرِي قلْبهُ الصغيرِ إنْكسارٌ
يَعْتلي جسمَهُ الوَنَا لا التَّشَافي
يرْتَدي صدرَهُ ويرْتدُّ شبْراً
يبْتدي الوهمُ حولَهُ بالطَّوافِ
فاقداً وعْيَهُ ضريراً مسجَّى
يحْسُبُ الموتُ نبْضَهُ باحْترافِ
عندَ عينيكِ يَا لِطولِ اعْتكاَفِي
قاسمتْني تشَتُّتِي وائتلاَفِي
حِينَ يحْويكَ بالعيونِ احْوِرَارٌ
ثُمَّ يُرْدِيكَ بالسِّهَامِ النِّحافِ
حينَ تغْشاكَ دَهْشَةٌ وارْتِعاشٌ
بعْدَرشْقٍ من الرُّموشِ الضِّعاَفِ
حينَ تَشْتاقُ والنَّوى فيكَ قصْرٌ
شاَمِخُ البهْوِ مُشْرَعٌ بالرّصافِ
كَيْفَ ينْساكِ منْ تَثَنَّى مِرَاراً
يَذْرعُ الغيمَ أوْ يجوبُ الفَيَافِي
قانعاً منكِ غلَّبتْهُ الأماني
باحثاً عنكِ خلْفَ تلكَ السِّجافِ
سمَّهُ الحلمُ بينَ هصْرٍ وعصْرٍ
كل وصلٍ يُتمُّهُ وهوَ غافِ
يالذِكْراهُ منْ سنينٍ تولَّتْ
بينَ حضْنٍ وضمَّةٍ وارتشافِ
مبلغُ الشوقِ من سنينٍ سمانٍ
حين يغتالُ زهوَها بالعجافِ
