أنا بحرٌ من الحُبِّ والحنان!
وعد الله ايليا | العراق
مُزْدَحِمٌ عالَمي بالهمِّ والوجَعِ
ورياحِ الحقدِ وزلازلِ الخيانة
لِدَمْعي ودَمي تنحني كُلُّ الجِباهْ
مِنْ جَنبي خرجَ دمٌ وماء
أحفادُ إبليس بالمرارِ والعلقمِ سَقوني
بسوطِ الخطيئةِ والإثمِ جَلدوني
محظورٌ من الكلامِ أنا
على الصليبِ ذرفتُ دمعةً بحجمِ العالم
لم أمُتْ بالرّصاصِ ولم أتعثّر بالموت
لكنّني حملتُ الخلاصَ على كَتِفي
لأُنيرَ الظُّلمات وأُحْيي الموتى والرّماد
أنا مَنْ قَلبْتُ موائدَ الصيارفة والسّماسرة
مشيتُ على الماء وأطفأتُ الحَرائق
أنا بحرٌ من الحُبِّ والحنان
تفوحُ أسراري في كُلِّ بُستان
الملائكةُ والشهداءُ تُرتّبُ سريري
والأنبياءُ والفقراءُ تتناولُ من مائدتي
منذُ التكوين جُبِلتُ بطينِ الأبدية
أنا خبزٌ للجياعِ وحُريةٌ للمأسورين
وقوّةٌ للمُتعبينَ والمُعذبينَ بالقَهرِ
على طُفولتي بَكتْ المسكونة
وعلى جُلجُلَتي صُلِبَ الوجود
أنا المفجوعُ في قيامتي
مهما نزفَتْ الأوقاتُ والأزمنة
ستهزُّ هَيبتي الملوكَ والسلاطين
وتغسلُ محبّتي الآثامَ والخطايا
أنا بحرُ من الفضائلِ ومُحيطٌ من الحَنان
أزرعُ الفرحَ في المعمورة
وأسقي كُلَّ الأحزان الخضراء
أنا قيامةُ القيامات وينابيع الرّجاء
قلبي سراجٌ يُضيءُ الأرضَ والسماء
أُلَمْلِمُ جراحات وعذابات الأكوان
سينطقُ جُرحي يوماً في كُلِّ الطُرقات!