سوالف حريم.. ذبابة النمرود
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين
وبعد أن هاتفتني بعض الصديقات والقريبات مستفسرات عن معاناتي من لسعة البعوضة، شعرت أن بعضهن لم يصدقن روايتي مع أنها صحيحة 100%، ورغم أنّ الأطباء حقنوني بأكثر من خمس حقنات مضادة للحساسية، وأعطوني “كورس” مضاد حيوي مكون من أربعين كبسولة، ومع ذلك لم أبرأ تماما، فتذكرت النمرود بن كوش بن سام بن نبي الله نوح عليه السلام. الذي ادَّعى لنفسه الربوبية، وأمر الناس بالسجود له وعبادته من دون الله الخالق. والذي نزل بحقه قول الله تعالى:
” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.” وما يهمّنا هنا أنّ النمرود الذي طغى وتجبر مات من ذبابه
فقد أرسل الله له ذبابة دخلت إلى رأسه عن طريق أنفه، فكانت تَزِنّ في رأسه لا تسكت ولا تهدأ حتى يقوم من حوله بضربه بالنعال على وجهه ورأسه.
لكنّ الفرق بيني وبين النّمرود هو أنّني أَمَةُ الله الفقيرة اليه تعالى، أقوم بواجباتي الدينيّة خير قيام، وأتمنى الخير لجميع البشر، وأحمد الله على الحساسيّة التي أعاني منها، وأسأله –سبحانه وتعالى- أن تكون في ميزان حسناتي.